وجدت العديد من الأسر المغربية، تزامنا مع حالة الطوارئ الصحية التي أعلنتها السلطات الحكومية، وفرض وزارة التربية الوطنية متابعة الدراسة عن بعد، نفسها مضطرة لاقتناء معدات ووسائل إلكترونية لتسهيل مواكبة أبنائها للدروس. وشرعت خلال هذه الأيام العديد من الأسر بالدار البيضاء وغيرها من المدن في البحث عن هواتف ذكية ولوحات إلكترونية من أجل تسهيل حصول أبنائها على الدروس عبر الوسائط الحديثة، وهو الأمر الذي يثقل كاهلها ويزيد من استنزاف ميزانيتها المتضررة أصلا في ظل حالة الطوارئ وتوقف بعض الأنشطة الاقتصادية. وفِي وقت يبحث بعض الأساتذة عن طرق لإيصال الدروس وشرحها للتلاميذ، عبر استعمال مواقع التواصل الاجتماعي من قبيل "واتساب"، و"فيسبوك"، و"يوتيوب"، فإن الأسر وجدت نفسها مضطرة لاقتناء لوحات إلكترونية (طابليط) حتى يتمكن أبناؤها من التوصل بالدروس والتفاعل مع الأساتذة. وتحكي السيدة فاطمة أن ابنها الذي يتابع دراسته في السنة أولى إعدادي وجدت نفسها مضطرة لاقتناء لوحة إلكترونية له للتفاعل والتواصل مع أساتذته، وتفاديا لأن يظل منقطعا عن متابعة الدروس. ولفتت هذه السيدة من منطقة الحي المحمدي بالدار البيضاء، في تصريحها لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أنها رغم معارضتها استعمال ابنها الأجهزة الإلكترونية في هذا السن، غير أنها كانت مضطرة لاقتنائها، ما أربك حساباتها المالية في هذه الظرفية الحرجة. وشددت المتحدثة ذاتها على أن اقتناء جهاز بمبلغ 800 درهم وما يفوق، في هذه الظروف الصعبة، يجعل معاناة الأسر تتضاعف في ظل الحجر الصحي، على اعتبار أن هذا المبلغ يمكن من اقتناء سلع للادخار، خصوصا أن حالة الطوارئ تستمر إلى العشرين من الشهر الجاري وقد تطول. من جهته شدد محمد، من بلدية الدروة، على أنه لم يكن يضع بعين الاعتبار في ميزانيته اقتناء جهاز إلكتروني لطفلتيه في هذا الوقت، لكنه وجد نفسه مضطرا لذلك بعد ضغوطات منهما للتواصل مع الأساتذة والتوصل بالدروس. ولفت المتحدث نفسه إلى كون التعليم عن بعد أربك العديد من الأسر، لاسيما أنه يأتي وسط الموسم الدراسي، موردا: "وجدنا أنفسنا نبحث عن هذه اللوحات، ونقتنيها بأثمان مرتفعة عما كانت عليه سابقا بالنظر إلى إغلاق العديد من المحلات". واعتبر الطيب أجيك، وهو من تجار كراج علال بالدار البيضاء، أن أزمة كورونا خلفت إقبالا على التجهيزات الإلكترونية، خصوصا الهواتف واللوحات، رغم كون معظم المحلات التجارية أغلقت أبوابها بالعاصمة الاقتصادية. وشدد أجيك، الذي يشغل رئيس "اتحاد التجار والمستوردين كراج علال"، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن التجار يتلقون اتصالات يومية من طرف الأسر الراغبة في الحصول على المعدات الإلكترونية، غير أن إغلاقهم للمحلات يجعل حصول الآباء والأمهات عليها صعبا نوعا ما. واعتبر المتحدث نفسه أن حركة الإقبال على التجهيزات الإلكترونية، سواء بخصوص التعليم عن بعد أو غيرها، ستتضاعف كثيرا في الأسابيع المقبلة، خصوصا إذا ما تم تمديد حالة الطوارئ الصحية. ولفت المتحدث إلى أن القطاع سيعرف خصاصا في التجهيزات الإلكترونية مستقبلا مع تزايد استعمالها، سواء بالنسبة للتعليم أو قطاعات أخرى، داعيا في هذا الصدد وزارة الصناعة والتجارة إلى تسهيل مأمورية الاستيراد من الخارج. وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي قررت التعليم عن بعد بسبب جائحة كورونا، إذ تبث عبر القنوات الرسمية مجموعة من الدروس المصورة لفائدة مختلف المستويات.