أحرز فريق بحث سويسري تقدماً ملموساً في الجهود المبذولة لتطوير لقاح ضد فيروس كورونا المستجد. وقد كشف في هذا الصدد البروفسور مارتين باخمان، رئيس قسم المناعة بالمستشفى الجامعي بمدينة برن، أن الأمر أصبح جاهزاً. ونقلت وسائل إعلام سويسرية أن مارتين توصل إلى مادة باسم RBD-CuMVtt، وهي نتيجة بحث مختبري قام به، وباتت تُعقد عليه أحد أكبر الآمال لمكافحة فيروس كورونا المستجد. وذكر البروفسور أن فريقه يحاول تطوير لقاح فعال لجميع المواطنين السويسريين في أسرع وقت ممكن، وأضاف: "أصبح بإمكاننا تطعيم الأجسام المضادة التي تعزل الفيروسات للحيوانات في المختبر. ببساطة هذه الأجسام المضادة تدمر الفيروس. الآن يجب أن نعطي الأولوية للقاح لإنتاجه بشكل سريع وبكميات كبيرة". وأوضح باخمان، في حوار صحافي، أن لدى فريقه خطة مفصلة ويعمل عن كثب مع السلطات، مشيراً إلى أنه يسعى إلى تلقيح جميع السويسريين في غضون ستة أشهر، لكن الأمر يحتاج إلى تغيير بعض القواعد في إطار مخطط محاربة الوباء. ويعمل قسم علم المناعة في المستشفى الجامعي ببرن على تطوير لقاح منذ شهر يناير الماضي، حيث تم عزل السلالة الأولى للفيروس بسرعة. ويمثل فيروس معالج جنياً يصيب الخيار ويُحوّل لونه إلى اللون الأصفر أساس هذا اللقاح، وقد تم بالفعل اختباره على الحيوانات. وبخصوص التمويل، كشف باخمان أن المؤسسة غير الربحية USZ تشجع البحث الطبي والابتكار لصالح المرضى والشباب ذوي المواهب، مورداً أنه يحاول جمع 100 مليون فرنك سويسري (ما يعادل مليار درهم مغربي) لدعم مشروعه، وهو واثق بشكل كبير من نجاحه. ومن أجل تحقيق هدفه، يوضح باخمان أن إنتاج اللقاح يتطلب التركيز على جزء محدد من الفيروس يسمى "بروتينات سبايك" (les protéines Spike) وهي مخاريط تعطي للفيروس شكله المميز وتجعله خطيراً لأنها تشبه نوعاً من المفاتيح التي تسمح له بدخول خلايا الجسم، حيث تقوم بعد ذلك بإعادة برمجة الخلية بأكملها في مصنع للفيروسات. ومن المفترض أن يمنع اللقاح العملية سالفة الذكر عن طريق جعل جسم الإنسان ينتج أجساماً مضادة قبل أول مواجهة مع الفيروس الحقيقي. وتحقيقاً لهذه الغاية وانطلاقاً مع المخاريط على سطح الفيروس يتم عزل مكون صغير يسمى "domaine RBD"، يمكن للجسم بعد ذلك التعرف عليه. وحسب توضيحات باخمان، يتم استنساخ جزيئات البروتين في المختبر ولصقها بجزيء فيروس غير نشط لتحفيز الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادة صحيحة، وبالتالي فإن اللقاح المنتظر سيمنع الفيروس من الالتصاق بمستقبلات ACE2 ما يسمح له بتحييده. ويتوقع باخمان أن يتم التلقيح بهذا اللقاح كل عام أو على الأكثر كل عشر سنوات، لأن الفيروس مستقر جينياً، ويعد بأن يكون أول من يجرب اللقاح، ويتوقع ألا تكون له أي آثار جانبية خطيرة. ووفقاً لتقارير وسائل إعلام سويسرية فإن اللقاح الذي توصل إليه باخمان أثبت فعاليته لدى الفئران ولا يتطلب الأمر تعديله قبل تجريبه على البشر، وأكد أن هدف إنتاج ما يكفي من اللقاح لسويسرا وبقية العالم.