خلق تسجيل أول حالتي إصابة مؤكدتين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) بمدينة بوجدور حالة من القلق بالأقاليم الجنوبية، خاصة أنها ظلت تحرص على البروز دون عدوى في الإحصائيات التي تعلنها وزارة الصحة، منذ وصول "كوفيد 19" إلى المملكة. وفور تأكيد إصابة الحالتين بالفيروس من لدن وزارة الصحة، عملت المصالح الطبية بالجهة على نقل المصابين إلى المستشفى الجهوي بالعيون من أجل بدء العلاج الخاص بهذا النوع من الأمراض. ولاستبيان التفاصيل الكامنة وراء هذا الإعلان، استفسرت جريدة هسبريس الإلكترونية علي الهواري، المندوب الجهوي للصحة بجهة العيون الساقية الحمراء، حول الإجراءات التي باشرتها المصالح الطبية بالمستشفى الجهوي مولاي الحسن ابن المهدي، فأكد أن "المصابين خضعا، مباشرة بعد وصولهما لمدينة العيون، لتلقي العلاج" مضيفا أن "الحالتين، وهما رجل وامرأة، في حالة مستقرة ولا تدعو إلى القلق". وفي رده على سؤال متعلق بالإجراء المتخذ لجرد المخالطين للمصابين بفيروس "كورونا" المستجد بمدينة بوجدور، أكد الهواري أن "المصالح الطبية وضعت الحجر الطبي المنزلي على 36 فردا موزعة على عائلات المصابيْن، علما بأن الحالتين لا تجمعهما أية علاقة اجتماعية". وأشار المتحدث الى أن "المصالح الصحية وفرت وحدات طبية متخصصة لتشخيص الحالة الصحية لمجموع الأفراد المخالطين" وزاد: "المستشفى الإقليمي لبوجدور لا يتوفر على طاقة استيعابية كافية لاحتضان جميع المخالطين". وبالنسبة إلى السؤال الذي يشغل بال الرأي العام بالصحراء كون المعني بالأمر يشتغل بقالا للمواد الغذائية وهو ما يزيد المسألة تعقيدا بحسبهم، أورد المسؤول ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الرجل المصاب بالفيروس، ومنذ أن ظهرت عليه علامات تتطابق مع أعراض "كورونا" المستجد، سلم نفسه مباشرة إلى المصالح الطبية ببوجدور التي وضعته مباشرة في الحجر الطبي"، مشيرا إلى أن "الفيروس يُصبح معديا فقط حين تظهر على حامله الأعراض المتقدمة من المرض". وشدد المسؤول ذاته على أن "زيارة المصاب المباشرة للمستشفى الإقليمي عند ظهور أولى الأعراض عليه ستساهم بشكل كبير في تقليل نسبة العدوى بين الساكنة". وفي السياق ذاته، أكد الهواري أن "المصالح الطبية، بشراكة مع السلطات المحلية، استطاعت توفير 60 سريرا لاستقبال الحالات المؤكدة من الإصابة"، مضيفا أن "هذه الأسرّة موزعة على ثمانية أسرّة مخصصة للعناية المركزة، و16 سريرا للإنعاش، و36 سريرا للحالات العادية وغير المتقدمة"، مشيرا إلى أن "السلطات وضعت احتمال تحويل المستشفى بالكامل لاستقبال الحالات المؤكدة في حال عدم انتشار الفيروس لا قدر الله". وأضاف المسؤول ذاته أن "السلطات المحلية بجهة العيون الساقية الحمراء، وعلى رأسهم السيد والي الجهة، فتحت وحدات فندقية بكل من العيون وبوجدور في وجه الأطقم الطبية من أطباء وممرضين حفاظا على صحة أهاليهم والساكنة عموما، إلى حين تجاوز هذا الظرف الحساس". وفي سياق متصل، قال مصدر طبي بالمستشفى الجهوي مولاي الحسن ابن المهدي إن "المسؤولين بالمستشفى أحدثوا وحدات طبية متنقلة خاصة بتحديد أعراض الفيروس المعروف طبيا ب"كوفيد 19""، مضيفا أن "الوزارة الوصية على القطاع وضعت الرقم الأخضر 141 لاستقبال حصرا مكالمات المشتبه في إصابتهم بفيروس "كورونا" المستجد". وأكد المصدر ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن في حال اتصل أحد المشتبه في إصابتهم بالفيروس المعروف طبيا ب"كوفيد 19" فإن دكتورا مختصا سيحاول استفساره من أجل تحديد علامات المرض وإمكانية توافقها مع أعراض الفيروس المذكور. يذكر أن السلطات المحلية تهيب بكافة المواطنات والمواطنين الالتزام بقواعد النظافة والسلامة الصحية، والانخراط في التدابير الاحترازية المتعلقة بحالة الطوارئ الصحية 24 ساعة على 24 ساعة؛ والتي أعلنتها السلطات المغربية بكل وطنية ومسؤولية.