شرعت إدارة مستشفى الحسن الثاني بسطات، اليوم، تحت إشراف المندوب الإقليمي للصحة، في الاستعدادات والاحتياطات اللازمة لمغادرة امرأة ستينية قاعة العزل الخاصة بالتكفل الصحي بالمصابين بفيروس كورونا المستجد بعد تماثلها للشفاء، حيث قضت ما يقارب ثلاثة عشر يوما تحت الحجر الصحي، تلقت خلالها جميع العلاجات الممكنة من قبل طاقم طبّي بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بعاصمة الشاوية. هسبريس ولجت مستشفى الحسن الثاني بعد أخذ جميع الاحتياطات اللازمة، تحت إشراف فريق طبي مدني وآخر عسكري. حركة غير عادية بالمستشفى واستنفار بعد انتشار خبر شفاء ستينية تنحدر من دائرة البروج من فيروس كورونا المستجد، بعدما كانت قد عادت من إيطاليا إلى مسقط رأسها، إلا أنها كانت أحست بأعراض مرضية استدعت نقلها إلى المركز الاستشفائي بسطات بتاريخ 16 مارس الجاري، وجرى إخضاعها لجميع الفحوصات اللازمة والتحاليل المخبرية وتأكّد في اليوم الموالي إصابتها ب"كوفيد-19". بعد اقترابنا من مصلحة العناية المركزة بمستشفى سطات، سمعنا زغاريد تنبعث من إحدى القاعات حيث توجد الستينية رفقة طاقم طبي أشرف على علاجها والتكفل بها طيلة المدة التي قضتها تحت العزل الصحي. وقبل كلمتها المقتضبة لجريدة هسبريس الإلكترونية، لوّحت الستينية بيديها تحية للجميع، حيث عبّرت عن فرحتها تارة، ولزمت الصمت تارة أخرى غير مصدّقة ما جرى، حامدة الله على شفائها، داعية للأطر الطبية التي أشرفت على علاجها طيلة مدة 13 يوما بالصحة والعافية. وشكرت المتعافية من فيروس كورونا جميع المسؤولين على قطاع الصحة بالإقليم، وممثلي السلطات المحلية والإقليمية، وباقي الحاضرين، ودعت لجميع المرضى بالشفاء العجل، منوّهة بالدور الذي قامت به الأطر الطبية في مواجهة هذا المرض بقولها: "هاذ الناس دواوني وتهلاو فيَّ"، ثم أضاقت بعد مقاومة الدموع: "الله يعطيكم الصحة جميعا"، وودّعت الجميع استعدادا للمغادرة. الدكتور خالد رقيب، مدير المركز الاستشفائي الحسن الثاني بسطات، قال في تصريح لهسبريس: "اليوم يحتفل المستشفى بشفاء أول حالة من فيروس كورونا المستجد"، مشيرا إلى أنها أول حالة سجّلت في سطات، موضّحا أن السيدة الستينية قضت أكثر من 10 أيام في الاستشفاء. وأوضح رقيب أن "التحاليل المخبرية التي أجريت خلال اليومين الأخيرين كانت سلبية، فضلا عن إجراء الفحص بسكانير حيث تبيّن أنها تعافت، وذلك بفضل مجهود جماعي متواصل خلال أيام الأسبوع ليلا ونهارا للفريق الطبي بالمركز الاستشفائي بسطات، سواء الأطباء أو الممرضين أو الإداريين أو المسعفين والمكلفين بالنقل الصحي، رغم بعض الإكراهات والصعوبات". واستحضر مدير المستشفى الدعم الذي تتلقاه الأطر الطبية من قبل عامل الإقليم والسلطة المحلية والمجالس المنتخبة، مستدركا بأن "المسار لا بد أن يلاقي بعض الصعوبات، خاصة ترويج بعض الناس لأمور غير حقيقية وغير قانونية"، في تلميح للفيديو الأخير، مؤّكدا "تجنّد الجميع والاستمرار في العمل باعتباره مسؤولية، خاصة في هذه اللحظات التي يعيشها المغرب، حتى تكون الأطر الطبية في المستوى المطلوب". وأوضح خالد رقيب أن "السيدة الستينية التي ستغادر المستشفى اليوم، هي حالة وافدة من الديار الإيطالية، وبعدما ظهرت عليها الأعراض، انتقل فريق طبي خاص من المندوبية الإقليمية إلى مدينة البروج حيث قام بمعاينتها، وبعد التنسيق مع المديرية الجهوية، اتخذ القرار بإدخالها المستشفى وإخضاعها لجميع الفحوصات والاحتياطات في مثل هكذا حالات". وحول الاحترازات التي اتخذت بعد التأكد من الحالة، قال خالد رقيب إن "عدد مخالطي المصابة بفيروس كورونا بلغ 43 شخصا، غالبيتهم لم تظهر عليهم أي أعراض، باستثناء طفلة تبلغ من العمر 15 سنة، نقلت إلى المستشفى وبعد إجراء التحاليل المخبرية تبينت أنها سلبية"، مؤكّدا أنه "بعد مرور أسبوعين، لم تظهر أي أعراض على باقي المخالطين". وحول الوضع الحالي بخصوص حالات "كوفيد-19" بإقليم سطات، أوضح رقيب أن هناك حالتين، واحدة إيجابية لشخص ذكر، وهو تحت إشراف الأطباء والممرضين بالمستشفى، حالته مطمئنة بعد مرور ثلاثة أيام من الاستشفاء. والثانية هي زوجة المعني بالأمر الذي تأكدت إصابته، وقد خضعت للفحص بالسكانير وتتلقى العلاجات احتياطا، فضلا عن إجراء التحاليل المخبرية التي ستكشف نتائجها اليوم الأحد. ووجّه رقيب رسالة إلى المواطنين بالالتزام بشروط العزل والنظافة، وتطبيق توجيهات السلطات المحلية، وهو ما سيساعد الأطر الطبية أكثر، ويساهم في الحد من انتشار الفيروس، مؤكّدا تجنّد جميع الأطر الصحية طيلة اليوم للقيام بالمهمة على أحسن وجه، رغم بعض الصعوبات التي تطرأ بين الفينة والأخرى.