إصابات مقلقة ل "الجيش الأبيض" في المملكة، الذي يعد خط الدفاع الأول أمام "كوفيد-19"، بعدما تأكدت إيجابية التحاليل المخبرية لعدد من الأطباء في بعض مدن المملكة، ما أثار العديد من التساؤلات بشأن مدى استعداد وزارة الصحة لمحاصرة واحتواء الوباء، لا سيما من حيث توفير شروط الوقاية للأطر الصحية والتمريضية. وفي مرحلة أولى من تطور الوباء، كانت وزارة الصحة تقطع الشك باليقين بشأن "أزمة كورونا"، لافتة إلى أن المغرب لن يصل إلى ما وقع في البلدان الأوروبية المجاورة، من قبيل "الحجر الصحي"، لكن مع مرور الوقت اعتمدت المملكة الإجراء نفسه جراء تكاثر حالات الإصابة بالفيروس العالمي. وفي هذا الصدد، قال مصدر طبي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "حالات الإصابة وسط الأطباء ليست مقلقة إلى حدود الساعة"، مشيرا إلى أن "عدد الأطباء المصابين في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا مرتفع للغاية، بينما مازالت الحالات قليلة في المستشفيات المغربية". وأضاف المصدر عينه أن "إصابات الأطباء تتوزع بين تطوانوالرباط والدار البيضاء والخميسات، بينما توجد مجموعة أخرى من الأطباء رهن الحجر الصحي لأنها خالطت حالات تأكدت إصابتها مخبريا بالوباء"، وزاد مستدركا: "في الحقيقة، الأرقام مرشحة للارتفاع في قادم الأيام بسبب انتقال البلد إلى مرحلة تفشي الفيروس المستجد". وتابع المتحدث، الذي آثر عدم ذكر اسمه، أن "أكثرية الحالات المصابة في الوسط المهني والطبي جاءت من الخارج، أي إنها ليست محلية"، موضحا أن "وزارة الصحة مُطالبة بتوفير المستلزمات الوقائية بكثرة في مشافي المملكة حتى يتم تفادي العدوى بين الجهاز الطبي الذي يضحي بالغالي والنفيس من أجل تطويق الوضع". كما دعا المصدر المهني وزارة الصحة إلى توفير العناية اللازمة لمرضى "كوفيد-19"، لا سيما بعد توالي الأشرطة التي يشكو عبرها المرضى من "تردي" الخدمات الصحية، مشددا على أنه "لولا دخول الطب العسكري لتعزيز الهياكل الطبية المخصصة لتدبير هذا الوباء، لكانت الوضعية صعبة ومعقدة للغاية". جدير بالذكر أن الملك محمدا السادس، القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أعطى تعليماته السامية للجنرال دو كور دارمي عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، والجنرال دو كور دارمي محمد حرمو، قائد الدرك الملكي، والجنرال دو بريغاد محمد العبار، مفتش مصلحة الصحة العسكرية للقوات المسلحة الملكية، بتكليف الطب العسكري بشكل مشترك مع نظيره المدني بالمهمة الحساسة لمكافحة وباء كورونا.