قال منصف المرزوقي، الرئيس التونسي الحالي، إن الجميع في تونس يعيشون في ظروف صعبة، حاكمين ومحكومين، مبرزا أن هناك نوع من اليأس الاقتصادي لدى التونسيين بسبب النظام السابق الذي تفشت فيه الرشوة والفساد على امتداد سنوات عديدة، ولافتا إلى أنه لمواجهة هذا الوضع العصيب يجب نهج حكامة سياسية جيدة. وأفاد المرزوقي، في حوار أجرته قناة ميدي واحد سات معه داخل قصر قرطاج، وبثته مساء الأحد 29 يناير الجاري، أن احتجاج التونسيين يتضمن جانبا مشروعا وآخر غير مشروع، مشيرا إلى أن الجزء المشروع يعود إلى كون مطالبهم تحظى بسند اجتماعي واقتصادي بسبب سنوات التهميش التي طالتهم. واستطرد المرزوقي، الذي كان يتحدث بلغة موليير، أن هناك بالمقابل جانب غير مشروع في مطالب المحتجين التونسيين، وهو إصرارهم على تحقيق تلك المطالب على أرض الواقع حالا، مردفا أن التونسيين لديهم رجال ونساء لخدمة الشعب، لكن "ليس لدي خاتم سحري" لحل كافة مشاكل الشعب التونسي، على حد تعبير المرزوقي. وتابع الرئيس، الذي كان من أشرس معارضي نظام بنعلي، أن الرئيس الهارب ترك أربعة قصور، مضيفا أنه وضعها كاملة بين يدي وتصرف الدولة، كما أنه قام أول ما قام به بتخفيض موارد القصر، من أجل تحويلها لفائدة حل مشاكل البطالة لدى الشباب التونسي خاصة. وحول وجود بوادر ثورة مضادة في تونس، أوضح المرزوقي في الحوار ذاته، أن هناك ثورة مضادة في تونس، حيث إن هناك جزء بالفعل من مطالب التونسيين مشروعة، لكن هناك أيضا جهات تقوم بتمويل الاحتجاجات من أجل خلق حالة من الارتباك في الشارع، بهدف الدفع نحو ثورة مضادة للنظام الحالي الجديد، وأغلبهم من أفول النظام البائد، ويجب يتابع المرزوقي معالجة هذه الثورة المضادة بهدوء وروية، و"نعتمد في ذلك على الشعب التونسي حتى لا تحقق هذه الثورة المعاكسة غاياتها". واسترسل الرئيس التونسي أن إقامة العدل والإنصاف اتجاه الضحايا الذين سقطوا في الثورة التونسية، وإنصافهم يتأتى عبر قول الحقيقة وتسليط الضوء على كل ما حدث في تلك المرحلة، من أجل إقامة تصالح في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى تونس تسعى إلى الاستفادة من تجربة المصالحة التي دشنها واشتغل عليها المغرب، ليس بنقلها واستنساخها، وإنما بالاستفادة منها. ولفت المتحدث إلى أن تونس لا مستقبل لها في تونس، والجزائر لا مستقبل لها في الجزائر، ولا المغرب لا مستقبل له في المغرب، فمستقبل كل بلد يوجد لدى الآخر، ليختم بأنه يشعر بأنه في بلده كلما زار المغرب بسبب امتداد عائلته داخل هذا البلد، مقدما تحية خاصة إلى كل الطنجاويين خاصة.