دفع خطر تفشي فيروس كورونا المستجد حكومة سعد الدين العثماني إلى إعلان تقديم مساهمات مالية لدعم استثمارات المقاولات الصغرى والمتوسطة في تصنيع المعقمات والكمامات الواقية محلياً، عوض الاعتماد على الاستيراد فقط. وخلال الأيام الماضية لجأ المغرب إلى توقيع عقد مع شركة كورية لاستيراد 100 ألف جهاز كشف سريع عن فيروس "كورونا"، بعدما كانت المملكة تلقت في الأيام الماضية شحنات من المنتجات والمعدات الطبية من الصين. ولكي لا يتم الاعتماد حصراً على الاستيراد، أطلقت وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي برنامجاً لدعم استثمارات المقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة في مجال تصنيع المنتجات والمُعدات المستعملة في مواجهة هذه الجائحة. وقالت الوزارة في إعلان لها إنه بإمكان المقاولات، من خلال الوكالة الوطنية لإنعاش المقاولات الصغرى والمتوسطة، المشاركة في إعلان طلب اقتراح مشاريع أطلقت عليه اسم "امتياز- تكنولوجي"، سيُساهم في حدود 30 في المائة من مبلغ الاستثمار الإجمالي في سقف 10 ملايين درهم بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة و1.5 ملايين درهم بالنسبة للمقاولات الصغيرة جداً. وتتعلق المشاريع التي تستهدفها وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي والأخضر على الخصوص بتصنيع منتجات النظافة، مثل السوائل المعقمة، ومُعدات الحماية الفردية، مثل الكمامات الواقية والصدريات الطبية والبذل المعقَّمة، إضافة إلى محاليل تنظيف الأسطح والمعدات الطبية. وإذا كان الاستثمار الإجمالي المقترح من قبل مقاولة ما تريد المشاركة في هذا البرنامج في حدود 5 ملايين درهم مثلاً، فإن المساهمة المالية التي ستقدمها الدولة لها ستكون في حدود 1.5 ملايين درهم، أي 150 مليون سنتيم. وبادر عدد من المقاولين المغاربة إلى الكشف عن مبادرات عدة تروم تصنيع عدد من الآليات التي يمكن أن تساعد في الجهود الوطنية لمحاربة تفشي فيروس كورونا، منها عمل شركة بطنجة على تصنيع أجهزة تنفس وبوابة ذكية للتعقيم بآليات متوفرة في السوق المغربية. ويحاول المغرب منذ أسابيع العمل على مختلف الجبهات لمحاصرة تفشي فيروس كورونا المستجد، فعلى المستوى العلاجي بدأ اعتماد الكلوروكين لعلاج المصابين، كما جرى تأهيل المنظومة الصحية من خلال الرفع من أسرة الإنعاش وأجهزة التنفس والكشف وأخذ العينات بتمويل من صندوق تدبير جائحة فيروس كورونا المستجد. إضافة إلى ذلك، يعمل المغرب على الاطلاع على تجربة الصين في مواجهة الفيروس، إذ قام خبراء ضمن فريق مراقبة وباء كوفيد-19 ومكافحته بمقاطعة قويتشو الصينية الأسبوع الجاري بعقد اجتماع عبر الفيديو مع الخُبراء المغاربة بوزارة الصحة وأحد المراكز الاستشفائية بالدار البيضاء، لتبادل الخبرات حول مراقبة وباء كوفيد-19 والوقاية والسيطرة عليه. وأطلع خبراء العلاج والأوبئة التابعين لفريق قويتشو الخبراء المغاربة على الإجراءات الاحترازية لمواجهة كوفيد-19 وتكنولوجيا التشخيص والتجربة في العلاج السريري، كما قدموا اقتراحات الاستجابة بناء على الوضع الفعلي في المغرب.