يعيش الأطفال ذوو إعاقة المتمدرسون وضعية صعبة عقب تعليق الدراسة إلى أجل غير مسمى، بعد أن أُرغموا على المكوث في بيوت أسرهم، طيلة اليوم، وسط افتقار آبائهم وأمهاتهم إلى تكوين في التعامل معهم. وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة دعت الجمعيات الشريكة لها إلى الحرص على ضمان استمرارية بعض الخدمات عن بعد للأطفال ذوي إعاقة المتمدرسين، وذلك عبر إرساء مداومة تربوية لتمكينهم من متابعة دروسهم. ودعت الوزارة الجمعيات إلى وضع برنامج عمل يتم تصريفه عن بعد لتحقيق مجموعة من الغايات، في مقدمتها التواصل مع آباء وأمهات الأطفال في وضعية إعاقة، ومّدهم بالأنشطة التربوية التي يمكن إنجازها داخل المنازل. وإذا كانت الجهود حاليا تصب حول تمكين الأطفال ذوي إعاقة المتمدرسين من مواكبة دروسهم عبر التعليم عن بعد، فإن لطيفة أهرام، رئيسة "جمعية إشراقة لتحسين حياة لأشخاص في وضعية إعاقة"، ترى أن الإشكال الحقيقي الذي ينبغي أن يفكَّر فيه حاليا ومستقبلا، وتُولى له الأهمية، هو تكوين أمهات هؤلاء الأطفال من أجل إكسابهنّ المهارات الضرورية للتعامل مع أبنائهن حتى تجاوز مثل هذه الظرفية. وانطلاقا من تجربة الجمعية التي تشرف عليها، تؤكد لطيفة أهرام أن أمهات الأطفال ذوي إعاقة اللواتي خضعن لتكوين في كيفية التعامل مع أبنائهن ذوي الإعاقة لم يجدن صعوبة في مواكبتهم خلال الظرفية الحالية، بينما الأمهات اللواتي لم يتسفدن من أي تكوين وجدن صعوبة، لأنهن كن يعتمدن بشكل كبير على المدرسة في رعاية أبنائهن. وتركز جمعية إشراقة، ومقرها في مدينة الدشيرة ضواحي أكادير، عملها، بالخصوص، على تكوين أمهات الأطفال ذوي إعاقة. وتتمسّك لطيفة أهرام بهذه الفلسفة التي يقوم عليها عمل الجمعية التي تشرف عليها رفقة بعض المتطوعين، وتقول: "سنُثبت، طال الزمن أم قصر، أن تكوين الأمهات هو الأساس، لأنه هو المدخل الرئيسي لضمان حياة مستقرة للأطفال ذوي إعاقة". وفيما يتعلق بالجانب التعليمي، ترى الفاعلة الجمعوية ذاتها، التي خصصت صفحتها على موقع "فيسبوك" لتقديم دروس للتلاميذ ذوي إعاقة عن بعد، أن مبدأ التربية الدامجة هو تمكين جميع هؤلاء الأطفال من التمدرس، وتساءلت: "لكن هل هناك برنامج بيداغوجي في المستوى؟ وهل هناك أطر مكوّنة؟"، لتخلص إلى أن التجربة الحالية في طور التشكّل دون أن تتوفر جميع الآليات الأساسية لإنجاحها. من ناحية ثانية، دعت وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة الجمعيات الشريكة إلى التواصل مع مختصي الترويض وإعادة التأهيل الوظيفي لتقديم إرشادات وتوجيهات في الترويض لفائدة الأشخاص ذوي الصعوبات الحركية، وكذا إرشادات لتصحيح النطق والتخاطب بالنسبة للأشخاص ذوي الصعوبات الذهنية والتواصلية. كما دعتها إلى تقديم الدعم النفسي للأطفال، وتقديم إرشادات وتوجيهات للآباء والأمهات لتجاوز بعض الصعوبات النفسية ذات الصلة بفترة الحجر الصحي داخل المنازل. في السياق ذاته، قالت لطيفة أهرام إن الآلية الأساسية لإنجاح تمدرس الأطفال ذوي إعاقة، وإدماجهم في المجتمع، هي تكوين أمهاتهم وآبائهم حول طرق التعامل معهم وتأطيرهم، مشيرة إلى أن هناك أسرا "تخجل" من أطفالها بسبب إعاقتهم، وهو ما يعقّد وضعيتهم أكثر، في حين ترى أسر أخرى في المدرسة فضاء فقط "للتخلص" من أبنائها لساعات معينة"، مؤكدة أن الأسر التي تستفيد من التكوين تتعامل بإيجابية مع أبنائها، ما يجعلهم أكثر قابلية على النجاح في الدراسة، والاندماج على نحو أفضل في المجتمع.