باستثناء بعض الأشخاص المحسوبين على رؤوس الأصابع، والذين جرى توقيفهم لخرقهم حالة الطوارئ الصحية وعدم الامتثال والعصيان، ساهمت ساكنة المناطق القروية بإقليم تنغير، على غرار ساكنة المدن، في إنجاح السلطات لعملية مواجهة وباء "كورونا" المستجد، بالانضباط للتعليمات التي تفرضها الحالة الاستثنائية التي يعرفها المغرب. جريدة هسبريس الإلكترونية قامت بجولة إلى عدد من الجماعات القروية بإقليم تنغير، حيث رصدت استجابة ساكنة هذه الجماعات للتعليمات التي تفرضها حالة الطوارئ الصحية بالبلاد، والجميع التزم البيوت باستثناء من خرج للتبضع ليعود فورا إلى منزله. جماعات إكنيون وأيت يول وايت سدرات الجبل وتغزوت نايت عطا والخميس دادس من بين الجماعات الترابية بإقليم تنغير التي زارتها جريدة هسبريس الإلكترونية، حيث لا تكاد تصادف أحدا في الشارع يترجل أو خارج المنازل، باستثناء دوريات الأمن والسلطات المحلية التي تعمل من أجل تطبيق حالة الطوارئ الصحية وحماية المواطنين وممتلكاتهم. جماعة إكنيون يوم الثلاثاء يصادف السوق الأسبوعي بجماعة إكنيون، الذي يعرف اكتظاظا في الأيام العادية؛ لكن هذه المرة لم تسمع فيه ضجيج مكبرات صوت التجار ولا ازدحام في بوابته، فقط بعض الأشخاص هم من تواجدوا في السوق قصد اقتناء الخضر والمواد الغذائية، ولا صوت يعلو على صوت السلطات المحلية عبر مكبرات الصوت تطالب الساكنة بضرورة البقاء في منازلها وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى. سعيد بنعلي، من ساكنة إكنيون، أوضح، في تصريح لهسبريس، أن الساكنة استجابت لنداء السلطات والتزمت بيوتها، مشيرا إلى أن الساكنة واعية كل الوعي بخطورة هذا المرض المستجد وواعية بمخاوف السلطات؛ وهو ما دفعها إلى الاستجابة فورا للتعليمات الصادرة عن السلطات العمومية، بتعبيره. وأضاف المتحدث ذاته أن تموين السوق في حالة جيدة وكل المواد الأساسية متوفرة، لافتا إلى "أن بالنسبة للدواوير فالسلطة المحلية خصصت سيارة كبيرة لنقل المواد إلى ساكنة الدواوير من خلال التنسيق مع أعوان السلطة لتفادي الازدحام والاكتظاظ في السوق والمحلات التجارية، بتعبيره. جماعات أيت يول وأيت سدرات الجبال الأجواء نفسها، التي رصدتها هسبريس في جماعة إكنيون، جرى رصدها بهذه الجماعتين القرويتين، حيث إن الساكنة ألزمت بيوتها وأغلقت أبوابها، مساهمة منها في مواجهة هذا الوباء التي تحاول السلطات العمومية التصدي له. وبدت آثار القرارات التي اتخذتها السلطات الحكومية للحد من انتشار فيروس "كورونا" المستجد واضحة، منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة بالبلاد، على الحياة العامة في الجماعتين القرويتين، حيث همدت الحركة في الطرقات وفرغت الأماكن التي تعج بالمواطنين. عبد الرحيم أسوفغ، من ساكنة أيت سدرات، أوضح أن حالة الطوارئ الصحية التي أعلنتها وزارة الداخلية الخميس الماضي في المملكة المغربية، من أجل التصدي لانتشار جائحة فيروس "كورونا" بين المواطنين، استقبلتها ساكنة المنطقة بتفاعل كبير، باعتبارها وسيلة لا محيد عنها لإبقاء فيروس "كوفيد 19" تحت السيطرة. وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن الساكنة القروية بإقليم تنغير عموما تفاعلت مع حالة الطوارئ الصحية المعلنة من طرف وزارة الداخلية بملازمة المنازل والالتزام بقواعد النظافة والسلامة الصحية، والانخراط في التدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات المغربية بكل إيجابية ومسؤولية. سكان القرى نموذج في الانضباط التزام البيوت واحترام قرار حالة الطوارئ الصحية من طرف ساكنة المناطق القروية بإقليم تنغير إجراءات اعتبرها العديد من النشطاء نموذجا يحتذى به وطنيا، وتعبيرا عن ثقافة الانضباط التي تتحلى بها ساكنة القرى. عبد الصمد أحدى، تقني بجماعة تنغير، أوضح أن ساكنة إقليم تنغير دون استثناء تفاعلت مع قرار حالة الطوارئ الصحية، مشيرا إلى أن ساكنة هذا الإقليم تتحلى بالأخلاق العالية، داعيا المواطنين إلى البقاء في منازلهم لتفادي انتشار الوباء والتصدي له من طرف السلطات المختصة. أحدى أضاف، في تصريح لهسبريس، أن استجابة ساكنة مدن الإقليم والجماعات القروية لحالة الطوارئ الصحية بروح المسؤولية والالتزام بالقانون دليل على أنها واعية بالمخاطر المحدقة بالبلاد بسبب فيروس "كورونا" المستجد، داعيا السلطات العمومية إلى اتخاذ الإجراءات القانونية في حق المستخفين بالتوجيهات الرسمية والذين يخرقون حالة الطوارئ الصحية عمدا. من جهته، أكد بن داود ميمون، من ساكنة تغزوت نايت عطا، أن الوضع الصحي بالإقليم لا يدعو إلى القلق بفضل التزام الساكنة منازلها، مشيرا إلى أن المساهمة التي يمكن أن تقدمها الساكنة في مواجهة الفيروس هي البقاء في البيوت وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى. وشدد المتحدث ذاته على أن الدولة يجب أن تعتني بساكنة قرى إقليم تنغير باعتبارها نموذجا في الانضباط رغم الفقر والتهميش التي تعانيه، لافتا إلى أن سكان المغرب عموما يجب أن يأخذوا العبرة من ساكنة قرى إقليم تنغير والتزام بيوتهم من أجل القضاء على المرض بشكل نهائي، بتعبيره.