الظروف التي تمر منها بلادنا كشفت لنا معدن كثير من الناس، وقربتنا من عمل رجال ونساء وزارة الداخلية. جنود خفاء توضحت صورتهم بشكل كبير، وظهرت أهمية وقيمة تواجدهم في الشارع العام لتدبير هذه المرحلة الحرجة. مهمتهم لا تقتصر فقط على تطبيق قرار حالة الطوارئ الصحية في الشارع العام، بل تتعداها إلى مهمات مباشرة وأخرى غير مباشرة، يشتغلون عليها في صمت ولا تظهر للجميع. تواجد رجال السلطة في الشارع لمواجهة الفيروس يجعلهم في مواجهة مباشرة مع ملفات وظواهر أخرى، مجبرين على تحمل مسؤوليتها، حتى ولو كانت فوق طاقتهم وخارج اختصاصاتهم. في الشارع العام، على رجل السلطة أن يلعب أدوارا كثيرة بقليل من الإمكانيات صلاحيات محدودة. ينشر الوعي ويحسس المواطنين، ويتعامل بحذر مع ملف السلم الاجتماعي والفئات الهشة. ومن جهة أخرى، يجد نفسه مطالبا بالصرامة لإقناع البعض بضرورة احترام إجراءات الدولة، والسهر على أمن المواطنين لحمايتهم من الجناة والمجرمين إلى جانب باقي أجهزة الدولة، ومراقبة خروقات المحلات التجارية ومحاربة الزيادة في الأسعار وتحرير الملك العمومي. خلال هذه الأيام، انتشرت الكثير من الأشرطة المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي التي توثق لمجهودات رجال ونساء السلطة، وتؤرخ لمبادراتهم ومدى تطبيقهم للقانون بحذافيره، حتى ولو كان الواقع أمامهم غير مفروش بالورود. كل أبدع في تدبيره لهذه مرحلة، واختار الوسيلة واللغة والطريقة التي يمكن أن يشتغل بها، لكن الهدف في النهاية مشترك بين الجميع وهو أداء الواجب الوطني بكل تفان وإخلاص، واحتواء انتشار الفيروس، حتى ولو كان ذلك على حساب صحتهم وحياتهم وسلامتهم. جهود رجال ونساء الميدان لا تختلف كثيرا عن جهود زملائهم في الإدارات ومراكز تدبير الأزمات. بخلاصة، عليهم تحمل كل هذه الإكراهات خدمة للوطن وحماية لأمنه وأرواحه. لكم نرفع القبعة، وعليكم تعول المملكة.