بلغت حصيلة وفيات فيروس كورونا المستجد في الولاياتالمتحدة، مساء أمس، أزيد من 700 حالة، في حين ارتفع عدد الإصابات المؤكدة إلى أكثر من 53 ألفا، وفق تعداد لجامعة جونز هوبكنز. وباتت الولاياتالمتحدة تحتل المرتبة الثالثة في قائمة الدول الأكثر تسجيلا للإصابات المؤكدة بكوفيد-19، خلف الصين وإيطاليا. واستنادا إلى عدد الإصابات المؤكدة تبلغ نسبة الوفيات 1.2 في المائة، علما أنه يعتقد أن الرقم الفعلي للإصابات أعلى بكثير من الحصيلة المعلنة، ما من شأنه خفض نسبة الوفيات. وفرض عدد كبير من الولايات الأميركية تدابير عزل تتراوح بين "التباعد الاجتماعي" (عدم الاختلاط) والحجر، ما أوقف عجلة أكبر اقتصاد في العالم. والثلاثاء أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يريد تخفيف الإغلاق المفروض في الولاياتالمتحدة في أواسط أبريل المقبل، محذّرا من أن إغلاقا مطولا يمكن أن يدمّر الاقتصاد الأمريكي. في المقابل يحذّر عدد من الخبراء الصحيين من أن رفع التدابير قبل أوانه يمكن أن يؤدي إلى تزايد كبير في عدد الإصابات، وأن يضع المستشفيات تحت ضغوط تفوق قدراتها، لاسيّما أنها تعاني من نقص في أجهزة المساعدة على التنفس وتجهيزات وقاية الأطقم الطبية. وحذرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء من أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تتجاوز أوروبا قريبا وأن تصبح البؤرة الجديدة للوباء على المستوى العالمي. وقالت متحدثة باسم المنظمة: "نشهد تسارعًا قوياً جداً في عدد الحالات في الولاياتالمتحدة". وحذر حاكم الولاية أندرو كومو، الذي يقف على خط المواجهة الأول للوباء في أكبر المدن الأميركية، والقلب الثقافي والاقتصادي لولاية نيويورك، من أن "معدل الإصابات الجديدة يتضاعف كل ثلاثة أيام"، وزاد: "إنها زيادة كبيرة"، مقدراً أن الوباء قد يصل إلى ذروته "في غضون 14 إلى 21 يوماً"، أي أقرب مما كان متوقعاً. لذلك تستعد هذه الولاية التي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من 20 مليون نسمة للأسوأ، وتستمر في طلب المعدات الطبية من الحكومة الفدرالية، بدءاً من آلاف أجهزة التنفس؛ كما توقعت زيادة حاجتها من أسرة المستشفيات إلى 140 ألفا، في حين أن أول مستشفى للطوارئ سيبدأ تشغيله خلال حوالي ثمانية أيام في مانهاتن. ورغم هذا السباق مع الزمن، بدا أن رئيس الولاياتالمتحدة غير لهجته بعد أن قال الأسبوع الماضي إنه "في حالة حرب" ضد هذا "العدو غير المرئي"، فها هو يعود إلى تصريحاته الأساسية، التي دفعت العديد من الخبراء إلى اتهامه بالتقليل من جسامة التهديد. وهكذا عاد ترامب إلى مقارنة الجائحة الحالية بالأنفلونزا الموسمية، إذ قال خلال مقابلته التي جرت في صيغة الدردشة مع مراسل فوكس في البيت الأبيض، إنه يعتقد أن الإغلاق كان رد فعل مبالغاً فيه، مكرراً أن "العلاج أسوأ من المرض نفسه". وقال ترامب: "نحن نفقد آلافاً وآلافاً من الناس كل سنة بسبب الأنفلونزا، ولا نغلق البلد... ونفقد عدداً أكبر من ذلك في حوادث الطرق، ولم نقل لشركات صناعة السيارات: توقفوا عن صنع السيارات.. لا نريد مزيداً من السيارات". ومع تعليق حملته لانتخابات نونبر المقبل، يتوق ترامب للعودة إلى المعركة الانتخابية التي شكل الاقتصاد القوي وتراجع البطالة أبرز شعاراتها قبل تفشي فيروس كوفيد-19، وقال: "لا يمكن أن نخسر شركة مثل بوينغ.. لا يمكن أن نخسر بعضاً من هذه الشركات. إذا فقدنا تلك الشركات فإننا نتحدث عن مئات الآلاف من الوظائف، ملايين الوظائف". وأورد الرئيس الأمريكي أيضاً: "يمكن أن نخسر عددا معينا من الأشخاص بسبب الأنفلونزا. ولكن قد نخسر عددا أكبر أذا أغرقنا البلاد في انكماش كبير"، وأضاف: "يمكنك تدمير دولة عن طريق إغلاقها بهذه الطريقة"، وزاد أن "الركود الشديد أو الكساد" يمكن أن يقتل عددًا أكبر من الناس ممن يمكن أن يقتلهم الوباء، خصوصاً إذا دفعت الأزمة الاقتصادية "آلافاً إلى الانتحار". وحض الرئيس ترامب بخط عريض على تويتر الكونغرس على التوصل "على الفور" إلى اتفاق حول خطة لإنعاش الاقتصاد، قد تصل قيمتها إلى ألفي مليار دولار، بعد أربعة أيام من المفاوضات المكثفة.