يقضي أفراد فريق لمبيعات الأجهزة المنزلية الكهربائية والهواتف الذكية معظم وقت عملهم في إعادة ترتيب البضائع، المعروضة على رفوف أحد الأسواق التجارية الكبرى بمدينة الدارالبيضاء، وتبادل أطراف الحديث في ما بينهم، بعد تراجع الإقبال على هذا الجناح من طرف الزبائن. ويعترف أحد أعضاء هذا الفريق التجاري بأن الأمور تغيرت تماما مباشرة بعد التزايد المتواصل لحالات الإصابة بفيروس كورونا في المغرب، حيث بدأ كل الزبائن يلجون هذا السوق الممتاز من أجل اقتناء المواد الأساسية ومغادرة المكان على وجه السرعة. ويضيف هذا المسؤول عن رواق الأجهزة المنزلية: "في وقت كانت أروقة الجيل الجديد من شاشات التلفاز والهواتف الذكية تحظى باهتمام الجميع، بدأ معظم الزبائن يتوجهون مباشرة إلى أروقة المواد الغذائية والخضر والفواكه واللحوم، إلى جانب أروقة مواد التنظيف والمطهرات". وقال مسؤول من الفرع المغربي لمجموعة أسيوية متخصصة في صناعة وتسويق الأجهزة الإلكترونية المنزلية والهواتف الذكية إن مبيعات الشركة تراجعت بشكل كبير بسبب إغلاق معظم المحال التجارية، خاصة في مدينة الدارالبيضاء وكبريات الحواضر المغربية. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "هنا في الدارالبيضاء سجلنا تراجعا لم يسبق تسجيله من قبل، وهذا أمر طبيعي في ظل التأثيرات السلبية لانتشار فيروس كورونا، الذي دفع بالحكومة المغربية إلى فرض حظر تجول صحي، وهو ما يعني إغلاق معظم نقاط البيع التي نتعامل معها، وعلى رأسها درب غلف ودرب السلطان، دون الحديث عن التراجع الكبير للمبيعات في معظم الأسواق والمراكز التجارية الكبرى للعاصمة الاقتصادية للمملكة". وصدر تقرير لشركة الأبحاث السوقية Strategy Analytics، أشار إلى انخفاض شحنات الهواتف الذكية العالمية بنسبة 38 في المائة على أساس سنوي من 99.2 مليون جهاز في فبراير 2019 إلى 61.8 ملايين في فبراير 2020. البيانات الجديدة كشفت كيفية تأثير فيروس كورونا المستجد على سوق الإلكترونيات. وأيضا حسب التقرير انخفضت الشحنات إلى الموزعين في الصين وأنحاء آسيا مع توقف العمل وبقاء الناس في منازلهم. وقالت Linda Sui، المحللة في شركة Strategy Analytics: "بدأنا في تتبع سوق الهواتف الذكية منذ عام 2003، وهذا أكبر انخفاض تاريخي على الإطلاق".