موجة إشادة كبيرة بالقواد ورجال السلطة عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي على امتداد الأيام الماضية؛ فقد دفعت طريقة اشتغال مختلف الأجهزة بالمدن والأحياء المغاربة إلى التصفيق وتقاسم مقاطع التدخلات لتفريق التجمعات. وعلى غير المتوقع، بدا انسجام كبير بين عناصر الشرطة والدرك والمواطنين، من خلال ترديد النشيد الوطني والتصفيق من شرفات وأسطح المنازل، تقديرا للمجهودات التي تبذلها السلطات لوقف انتشار الوباء الخطير في صفوف المغاربة. وشكل فيديو تظهر فيه "القائدة حورية"، بمدينة آسفي، علامة فارقة، بسبب عتابها الجميل للناس ومطالبتهم بمغادرة الشارع العام، داعية الأمهات إلى الاحتفاظ بالأطفال المجتهدين، وتسليمها المتعثرين في الدراسة "للتكفل بهم"، تضيف مازحة. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للقائدة وهي تعاتب أحد الواقفين بالشارع العام يمازح أصدقاءه، قائلة: "العالم كيموت ونتا كتكركر"، وهي العبارة التي لاقت رواجا كبيرا لدى حسابات العديد من نشطاء "فيسبوك". وبالإضافة إلى القائدة حورية، تناقلت العديد من الصفحات "ربورتاج" لجريدة هسبريس الإلكترونية من مدينة أكادير، يظهر رجل سلطة يعمل على ضمان عدم رفع أسعار المواد الاستهلاكية، وكذا دخول المواطنين إلى منازلهم. وبكل الصرامة الممكنة، فرض رجل السلطة على البقالين والخضارين وضع لائحة أسعار بواجهة المحلات التجارية لتفادي الزيادات التي تستغل الظرف الاستثنائي للمغاربة، في ظل فرض حالة الطوارئ الصحية. وفي مقطع آخر، برز رجل سلطة وهو يخاطب مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء باللغة الفرنسية، ويحثهم على المكوث بالبيوت إلى حين تجاوز الوضع، مرحبا بهم في بلدهم الثاني، كما ناشدهم التواصل مع السلطات في حالة الحاجة. وأظهر شريط آخر رجال سلطة وهم يقدمون إعانات مادية لرجل طاعن في السن، كما ساعدوه على عبور الطريق، مثيرين موجة من التعليقات الايجابية التي استحسنت ما تقوم به السلطات لفائدة الوطن. بدوره، قال صلاح الوديع، وهو أستاذ جامعي معتقل سياسي سابق، إنه لا يصدق منظر البوليس يصطف اليوم أمام الناس ويحيي أبناء جلدته المطلين من نوافذ العمارات على ساحة كبيرة في مدينة من مدن المغرب، اتقاءً للوباء. ووصف المتحدث ما شاهده ب"اللحظات الخاصة. لحظات أكبر من ذاتي. بللتها دمعة نزَّتْ فجأةً بلا استئذان. هي لحظات مصالحات. مصالحات متتالية بدأت منذ سنوات. ولم ننتبه إليها بما فيه الكفاية".