تجنّد عدد من المتطوعين ب"Act4Community" بخريبكة، بتنسيق مع السلطة المحلية ومصالح حفظ الصحة، للقيام بعمليات تعقيم بمختلف الأحياء السكنية للمدينة، وعدد من المرافق العمومية، على رأسها المستشفى الإقليمي الحسن الثاني. وفي جولة أجرتها هسبريس مع الواقفين وراء العملية، لوحظ استحسان وتفاعل كبير من طرف الساكنة مع عملية التطهير والتعقيم، حيث فتح عدد من السكان أبواب ونوافذ منازلهم، حتى تصل الموادّ المعقمة إلى داخل المساكن والمحلات والتجارية. وإيمانا منهم بأهمية التطهير بمواد معقّمة ومصادق عليها من طرف السلطات المعنية، لجأ عدد من السكان والمارة إلى ملء قنينات وأسطل من المياه المحملة بالشاحنة من أجل استعمالها في تعقيم كل ما من شأنه أن يحمل بكتيريات وفيروسات في الحياة اليومية للسكان. وعمل الواقفون وراء العملية، خاصة بحي الحبوب وشارعي إبراهيم الروداني ومحمد السادس، على رشّ واجهات المنازل، والطرق والأرصفة، ومحطات البنزين، ومقابض الأبواب وحاويات الأزبال، وممرّات السكة الحديدية، إضافة إلى السيارات والدراجات والعربات التي تمرّ بجانب الشاحنة المحمّلة بكمية كبيرة من سائل التعقيم. ولم تقتصر عملية التعقيم على الشارع العام، بل وصلت الشاحنة إلى المستشفى الإقليمي الحسن الثاني، حيث جرى تعقيم أبوابه الرئيسية، وواجهة قسم المستعجلات، وسيارات الإسعاف، إضافة إلى تعقيم المرافق التابعة لمصلحة الاستقبال المتواجدة بمدخل المستشفى. محمد رمضاني، مسؤول ب"Act4Community"، قال إن "العملية تأتي في إطار محاربة فيروس كورونا المستجد، من خلال عمل مجموعة A4C، بمساعدة مجموعة من المتطوعين من المجمع الشريف للفوسفاط، وبتنسيق مع السلطة المحلية، على تنظيم عملية تطهير استباقية للمدينة بأكملها، وفق برنامج يومي". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "الهدف من هذه العملية يتمثل في المحاربة الاستباقية لفيروس كورونا المستجد، خاصة بالأماكن والفضاءات العمومية والشوارع والمنشآت العمومية، دون أن يتم إغفال الوسط القروي المجاور لمدينة خريبكة، حيث تم توزيع مياه معقّمة من أجل التطهير بالقرى". وأوضح رمضاني أنه "في الوقت الذي يساهم فيه متطوعون في العمل الميداني من أجل التحسيس والتعقيم والتنظيف، فإن المطلوب من جميع السكان المساهمة أيضا في المجهودات المبذولة، ليس بالعمل الميداني، بل بالبقاء في البيوت، والالتزام بكل القرارات الصادرة عن الجهات الرسمية". أما عبد المنعم بورزيكي، مسؤول بقسم الصيانة بالمصلحة الاجتماعية للمجمع الشريف للفوسفاط، فقد أشار إلى أن "مجموعة من المتطوعين العاملين بالمجمع الشريف للفوسفاط يتوفرون على خبرة في طريقة تعقيم المياه، ولم يتردّدوا في وضع خبرتهم رهن إشارة السلطة المحلية، وذلك خدمة للساكنة بأكملها". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "الواقفين وراء المبادرة، بتنسيق مع المصالح الخارجية لحفظ الصحة، انخرطوا تحت غطاء A4C، في عملية تعقيم واسعة من أجل محاربة الوباء من جهة، ومن جهة ثانية إعطاء الساكنة دعما نفسيا ودليلا ملموسا على أن الجميع مجند لخدمة المجتمع بصفة عامة". وأوضح بورزيكي أن "تطهير وتعقيم الفضاءات والمنشآت العمومية يتم وفق برنامج يومي، حتى تشمل مختلف أرجاء المدينة، في الوقت الذي تجنّدت فيه فرق أخرى للقيام بعمليات مشابهة بالقرى المنجمية والمراكز الحضرية وشبه الحضرية بإقليم خريبكة".