لم تفلح طمأنة المسؤولين الحكوميين بشأن توافر الخضر والفواكه في الأسواق في استقرار أسعارها، إذ مازالت الأسعار تنحو منحى تصاعديا، كما يسجَّل توسّع هامش الربح بين سعر البيع في أسواق الجملة وسعر البيع بالتقسيط للمستهلك. هسبريس وقفت، في زيارتها أحد أسواق بيع الخضر والفواكه في حي تبريكت بمدينة سلا، على ارتفاع الأسعار بشكل صاروخي، إذ تخطت أسعار أغلب الخضر الأساسية التي يستهلكها المغاربة حاجز عشرة دراهم. وسجّل سعر الفاصوليا الخضراء رقما قياسيا ببلوغه سقف ثلاثين درهما للكيلوغرام الواحد، بينما يباع البصل الأحمر والقرع الأخضر Courgettes باثني عشر درهما للكيلوغرام، فيما استقر سعر بيع الجزر والطماطم والباذنجان في عشرة دراهم. ومقارنة مع الأسعار التي تباع بها الخضر في سوق الجملة بسلا، الذي لا يبعد سوى ببضع كيلومترات عن السوق الذي زارته هسبريس، يلاحَظ أن بائعي الخضر بالتقسيط يرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه، فسعر الفاصوليا الخضراء في سوق الجملة يتراوح ما بين 15 و18 درهما، حسب الأسعار المتداولة اليوم، وتباع للمستهلك بثلاثين درهما، علما أن نقل الخضر من هذا السوق إلى محالِّهم لا يتطلب مصاريف كثيرة. ومن خلال الجولة التي قامت بها هسبريس، تبين أن بائعي الخضر يبيعون "حسب أهوائهم"، ويطبقون الأسعار بناء على علاقتهم بالزبائن، فإذا كان الزبون وفيا فإنه يستطيع اقتناء الخضر بسعر أقل.. "الدّْنجال عشرة الدراهم، انت كليان ديالنا خودو غير بتْسعود"، يقول بائع خضر لأحد الزبائن. الدبالي ميلود، رئيس جمعية تجار سوق الجملة بمدينة سلا، نأى بتجار الجملة عن مسؤولية الارتفاع الصاروخي للأسعار في أسواق البيع بالتقسيط، محمّلا إياها للتجار الصغار وللمستهلكين على حد سواء. وقال الدبالي في تصريح لهسبريس: "مشكل غلاء الخضر والفواكه في الأسواق كيتحملوه البياعة والشراية والمستهلك، حيتْ الناس ولاو كيشريو بالزايد، وبالتالي زادت الأسعار"، مضيفا: "إيلا كان المواطن كيتشكا من غلاء الأسعار راه هو أيضا مسؤول، حيت كون بنادم كياخد الحاجيات الضرورية فقط ما كانش غادي يكون هاد الغلاء". وضرب الدبالي مثلا بالإقبال الشديد الذي شهده سوق الجملة بسلا يوم أمس، ما ساهم في رفع سعر البطاطس إلى أربعة دراهم للكيلوغرام، إذ يشترك عدد من المستهلكين في اقتناء صندوق وتقسيمه بينهم، واليوم انخفض السعر، بعد أن خفّ الإقبال، إلى درهمين فقط.