اندلعت النيران، من جديد، في أسعار الفواكه و الخضر بالناظور و بعدد من المدن المغربية في غياب لجان المراقبة ومصالح الشؤون الاقتصادية وجمعيات حماية المستهلكين التي لا تنشط سوى شهر واحد في السنة (رمضان) وتستسلم إلى سبات عميق بعد ذلك. ويعيش عدد من المواطنين، منذ أيام، تحت رحمة الوسطاء والباعة المتجولين وأصحاب محلات التقسيط الذين يتلاعبون بأسعار الخضر والفواكه الأساسية، ويجتهدون في رفعها إلى الضعف، إذ تتجاوز نسب الفوارق في بعض الأحيان 180 في المائة، بين ثمن الجملة المحدد بسوق الجملة وبين أثمنة البيع للمواطنين، مثل الجلبان الذي يباع في سوق الجملة للخضر والفواكه ب8 دراهم للكيلوغرام ويصل في بعض الأسواق إلى 24 درهما للكيلوغرام. ووصف تاجر للجملة، في اتصال هذه الفترة من السنة (نهاية أكتوبر ومنتصف نونبر) بمرحلة الفوضى، إذ يستغل عدد من التجار التغيرات المناخية والفترة الانتقالية للإنتاج (خصوصا الخضر والفواكه القادمة من أكادير) للتلاعب في الأسعار وإنهاك جيوب المواطنين. وأكد التاجر أن هذه التغيرات لا تبرر الارتفاع الصاروخي في الأسعار، إذ يتحول عدد من أسواق الخضر بعدد من الأحياء إلى شرك للإيقاع بالمواطنين الذين يدفعون ما يطلب منهم، في غياب لجان للمراقبة وممثلي جمعيات حماية المستهلك. و حسب وثائق شبه رسمية من تجار جملة تظهر الفرق الكبير بين الثمن الأعلى والثمن الأدنى المحدد من قبل لجنة تحديد الأسعار و بين الأسعار الملتهبة بالأسواق العمومية ونقاط البيع العشوائية ومحلات بيع الخضر والفواكه. وحسب الوثيقة نفسها، فإن الثمن الأدنى والأعلى للجزر حدد هذا الأسبوع بين درهمين و4.50 دراهم للكيلوغرام، بينما يتراوح السعر لدى باعة التقسيط ما بين 8 دراهم و9، حسب حدة المنافسة واختلاف الأحياء. ولم يتجاوز ثمن الجملة للبطاطس 3.6 دراهم في الأعلى و3 في الأدنى، حسب نوع البضاعة ومصدرها، لكن مجرد أن تتجاوز الصناديق عتبة سوق الجملة، حتى تصل إلى 7 دراهم، والأمر نفسه بالنسبة إلى البصل الذي يباع ما بين 2.5 درهم و3.5 دراهم بثمن الجملة، ويصل إلى الزبون إلى 7 دراهم. أما بالنسبة إلى الموز، فلا يتجاوز ثمن الكيلوغرام بسوق الجملة 5 دراهم في الأعلى و3 دراهم في الأدنى، بينما يصل ثمنه في الخارج إلى 12 درهما، أي بزيادة 110 في المائة. ويبلغ سعر «الأفوكا» بين 9 دراهم و18، بينما تباع في الأسواق العمومية بين 30 درهما و35. ويصل الشره مداه بالنسبة إلى الليمون، أو الكليمونتين، الذي يباع في سوق الجملة بين درهمين و3.5 في الأقصى، بينما يباع في الأسواق بما بين 5 دراهم و6، والأمر نفسه بالنسبة إلى جميع أنواع الفواكه التي يتجاوز سعرها أكثر من الضعف.