لم يستطع رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الوفاء بوعوده للمغاربة بشأن ضمان استقرار أسعار المواد الغذائية، فموجة الغلاء مازالت تضرب بقوة في غياب تام للمراقبة، التي ما فتئت الحكومة تلوح بتفعيلها، إذ همت هذا الأسبوع مجموعة من المواد، وعلى رأسها الخضر، ما جعل العديد من المواطنين يعزفون عن شرائها بعد أن استنزفت جيوبهم، رغم أنها من المواد الأساسية التي لا تغيب عادة عن قفة المغاربة. وإلى حدود أمس الاثنين، استقرت أسعار الطماطم عند باعة التقسيط في مستوى قياسي يتراوح بين 10 و12 درهما للكيلوغرام، بينما قفز سعر الكيلوغرام من البطاطس والجزر إلى 6 دراهم، في حين تجاوز ثمن الجلبانة 16 درهما للكيلوغرام، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار البصل من مستوياته الاعتيادية التي لا تتجاوز درهمين أو ثلاثة دراهم إلى أكثر من 6 دراهم للكيلوغرام. وعزا عدد من باعة التقسيط هذا الارتفاع غير المعهود في أسعار الخضر إلى الأثمنة المعمول بها في أسواق الجملة، مؤكدين أن الأسعار بلغت مستويات غير مسبوقة، مما دفع العديد من تجار التقسيط إلى خفض مشترياتهم من مجموعة من الأصناف، وهو الأمر الذي فاقم الوضع وساهم في زيادة أسعارها بوتيرة غير اعتيادية. بالمقابل، اعتبر حسن فريد الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية للتجار والخدمات بسوق الجملة للخضر بالدار البيضاء، أن ارتفاع أسعار الخضر يعزى أساسا إلى موجة الصقيع التي ضربت مجموعة من المناطق، والتي أثرت على نمو بعض أنواع الخضر، وعلى رأسها الطماطم، التي قلت وفرتها بشكل ملحوظ. وأشار فريد الإدريسي إلى أنه رغم ذلك، فإن أسعار البيع الأولي بالجملة تبقى في مستويات معقولة، إذ لا يتجاوز سعر الطماطم، مثلا، 3 دراهم ونصف للكيلوغرام، بينما يتراوح سعر البطاطس بين درهمين ونصف و3 دراهم، في حين يصل سعر الجلبانة إلى 8 دراهم للكيلوغرام الواحد. غير أن رئيس الجمعية أكد، بالمقابل، أن تنامي نشاط الوسطاء والسماسرة في أسواق الجملة يلعب دورا أساسيا في تضاعف أسعار الخضر، موضحا أن حوالي 50 في المائة من التجار الذين يمارسون نشاطهم حاليا بسوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء هم من الوسطاء والسماسرة، وهو الأمر الذي يظل في نظره غير طبيعي، ويحتاج إلى تدخل عاجل من السلطات. هذا المعطى، أكده مصدر ل»المساء» بسوق الجملة بالدار البيضاء، قائلا: إن الأسعار تتضاعف بشكل كبير بين بوابة دخول السوق وبوابة الخروج منه، فسعر الطماطم يصل عند بعض الوسطاء إلى أزيد من 250 درهما للصندوق الذي لا يتجاوز وزنه 30 كيلوغراما، وهو ما يعني أن الوسطاء يرفعون سعر الطماطم من 3 دراهم ونصف إلى حوالي 9 دراهم داخل أسوار السوق، وبالتالي تصل إلى المستهلك النهائي بما بين 10 و12 درهما للكيلوغرام. ويضيف المصدر أن الأمر نفسه ينطبق على باقي الخضر، إذ يستقر سعر البطاطس عند الوسطاء في حدود 5 دراهم للكيلوغرام، والجزر في حدود 3 دراهم، والجلبانة في حدود 8 دراهم والبصل في مستوى يتجاوز 5 دراهم للكيلوغرام.