استعانت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بمضامين رقمية (تعليمية) تم بثها بشكل متتالي طوال السنوات السبع الأخيرة من طرف مهتمين ونشطاء ورجال تعليم متخصصين في مواد الرياضيات، والفيزياء واللغات. وأقدمت وزارة التعليم على تجميع مجموعة من مقاطع الفيديو المتفرقة على قنوات "يوتيوب" ووضعها رهن إشارة التلاميذ المغاربة الذين يتابعون دراستهم في مستويات التعليم الابتدائي والثانوي، في الوقت الذي كان فيه المسؤولون يتحدثون عن توفير محتوى رقمي من إعداد أطر الوزارة. وقال عبد المالك عبابو، النائب الأول لرئيس الفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، إن "الجميع تفاجأ بالمحتوى التربوي الرقمي الذي تم بثه على منصة وزارة التربية الوطنية، والذي يعكس أن هذه الخطوة التي أقدمت عليها الوزارة لم تكن محسوبة بما فيه الكفاية". وأضاف عبابو في تصريح لهسبريس قائلا: "بعد أن تصفحنا المحتوى الخاص بكافة المستويات الدراسية، شعرنا بأن الوزارة لم تكن تتوفر أصلا على أي محتوى رقمي دراسي خاص به، بل اعتمدت على مقاطع فيديو تقدم محتويات رقمية متجاوزة أو غير متطابقة مع المحتوى التعليمي الورقي، وهي محتويات تعود إلى أشخاص تطوعوا منذ سنوات من أجل توفير هذا المضمون التعليمي على منصة قنوات يوتيوب، رغبة منهم في مساعدة التلاميذ على تحسين مستواهم التعليمي استعداد للامتحانات الدورية والسنوية". واستطرد المتحدث بأن المحتوى الرقمي الخاص بالتعليم عن بعد، "يجب أن تتوافر فيه مجموعة من المعايير الصارمة، ويجب أن يكون متوافقا مع المناهج التعليمية التي يدرسها التلاميذ، وليس القيام بعملية جمع عشوائي للدروس من هنا وهناك، ومطالبة التلاميذ بمتابعتها بدون أي قيمة مضافة".