في ظل تواصل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كوفيد-19" في مختلف مناطق المملكة، اجتاحت موجة من الحملات التوعوية مختلف الوسائط الاجتماعية، تحث المغاربة على ملازمة المنازل تفاديا للاكتظاظ الذي تنتشر عبره العدوى. نتيجة ذلك، تعالت دعوات النشطاء من أجل المكوث في البيوت لتجنّب عدوى فيروس "كورونا" المستجد، إذ أطلق مغاربة وسم "#خلّيك-في-دارك"، بعد أن سجلت المملكة ارتفاعا في عدد الإصابات بالوباء العالمي. وتصدّر الوسم السالف الذكر المشهد الوطني في الشبكات الاجتماعية، حاصدا عددا كبيرا من الإعجابات والتعليقات، إلى جانب تقاسمه على نطاق واسع، إذ دعا من خلاله إعلاميون وجامعيون وناشطون إلى اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة. كما أطلق نشطاء عبر وسائط التواصل الاجتماعي في المملكة حملة "#بقاو-في-ديوركوم"، على غرار حملات توعوية مشابهة انتشرت في معظم البلدان العربية، طالب من خلالها النشطاء بالتسلّح بميكانيزمات الوعي قصد احتواء تداعيات الفيروس. وفي ظل تسجيل كثيرين لافتقاد ثقافة الانضباط بالمجتمع المغربي، طالب رواد الشبكات الاجتماعية، بالتقيد الصارم بتوجيهات وزارة الصحة، فضلا عن ملازمة البيت واتخاذ مختلف الإجراءات الاحترازية، للمساهمة في انحسار الوباء العالمي الذي بدأ يتمدد في المغرب يوما بعد يوم. وفي سياق متصل، تداول نشطاء مغاربة وسوما أخرى، من قبيل "#بقا-في دارك-تنقذ حياتك"، أو "#أحمي-نفسي-أحمي غيري"، وغيرها من الوسوم الأكثر انتشارا في المملكة، خلال اليومين الماضيين، تحث المغاربة على البقاء في المنازل وعدم الخروج سوى عند الحاجة. وفي مشهد ينمّ عن وعي مواطنين بخطورة التجمعات العمومية، خلال هذه الظرفية الاستثنائية، تُظهر صورة متداولة في موقع "فيسبوك" طابورا من الزبناء أمام إحدى الصيدليات بالدارالبيضاء، إذ يحتفظ كل شخص بمسافة متر واحد عن الآخر، حرصا على سلامة جميع المواطنين. وفي هذا السياق، تجاوب سكان العاصمة الرباط مع بعض الوسوم التي انتشرت في الوسائط الاجتماعية، إذ لوحظ التزام المواطنين بيوتهم وفراغ أغلب الشوارع، طوال الأحد، إلى جانب إغلاق عشرات المحلات والمطاعم. وشرعت العديد من المؤسسات في تعقيم فضاءاتها لوقف انتشار فيروس "كورونا" المستجد، بالموازاة مع تعقيم وتطهير مجموعة من الشوارع والساحات في العديد من مدن المملكة، خلال الأحد، إلى جانب تعقيم المركبات العمومية التي تقل المواطنين. وانخرطت فعاليات فنية وموسيقية وأكاديمية ومدنية وتعليمية، في مختلف الحملات التحسيسية بخطورة فيروس "كوفيد-19" المستجد، مجمعة على إلزامية وضع حد للهزل والسخرية التي رافقت الإعلان عن حالات الإصابة بالوباء. واستغرب فاعلون أيضا انتشار بعض الخطابات الدينية في الشبكات الاجتماعية، لا تحث على الالتزام بالتدابير الوقائية المعلن عنها من طرف وزارة الصحة، بقدر ما تعمد إلى انتقاد خطاب الدولة الرسمي، مقابل دعوتها إلى التضرع للخالق دون الأخذ بالأسباب.