يواصل فيروس “كورونا” الجديد، زرع الرعب في العالم، خاصة مع تزايد انتشاره خارج أسوار الصين في أزيد من 25 دولة، من بينها إيران، التي سجلت ثاني أكبر عدد وفيات جراء الفيروس، وكوريا الجنوبية، ثم أخيرا إيطاليا التي عزلت شمالها، بعدما ارتفع عدد المصابين بالوباء إلى 152 حالة، مؤكدة على وفاة ثلاثة مواطنين، إلى جانب عدد محصور من الحالات المشكوك فيها من بينها سيدة مغربية في عقدها الثالث. هذا، وأعلنت هيئة الدفاع المدني في العاصمة الإيطالية روما، مساء أول أمس الأحد، ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، المسمى، أيضا، طبيا “كوفيد 19″ إلى 152 حالة، توجد أغلبها في إقليم لومبارديا شمالي إيطاليا وفيرونا، فضلا عن كودونيو بعمالة لودي جنوبميلانو، حيث يقيم ما يزيد عن 2000 مواطن من الجالية المغربية المقيمة في إيطاليا، ما دفع سفارة المغرب في البلد إلى إعلان حالة استنفار قصوى، والتنسيق مع قنصليات المملكة من أجل متابعة الأوضاع الصحية لمغاربة إيطاليا. القنصلية: لا إصابة وسط المغاربة القنصلية العامة المغربية في فيرونا الإيطالية، من جهتها كشفت أنه جرى إحداث خلية أزمة من أجل التواصل ومواكبة تطورات ومستجدات الأوضاع الصحية المتعلقة بأفراد الجالية المغربية، داعية الجميع إلى التواصل معها عبر رقم خاص جرى وضعه لهذا الغرض، مشيرة إلى أن مراكز الرعاية الصحية الإيطالية أحدثت رقما أخضر للتواصل مع كل من يشعر بأعراض هذا الفيروس، فيما أكد مصدر من سفارة المغرب في روما الإيطالية، في تصريح ل”أخبار اليوم” على أنه وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، من صبيحة أمس الاثنين، لم تسجل أي حالة إصابة، مضيفا “أن مصالح القنصلية بشمالي البلد، تتابع عن كتب مستجدات انتشار الوباء بشكل دوري، وتنصح المغاربة باتباع الإجراءات التي أوصت بها السلطات الإيطالية، بما فيها ملازمة البيوت وتجنب الاختلاط والأماكن المكتظة”، على حد تعبير المتحدث. مستشفى كودونيو: هناك مغربية مشكوك فيها من جانبه، أكد مولاي إسماعيل أبو مسلم، وهو واحد من أفراد الجالية المغربية المقيمة في مدينة “كودونيو” التابعة لعمالة لودي (60 كلم جنوبميلانو)، أن الحالات ال152 المؤكدة إصابتها بالوباء القاتل ليس بينهم مغاربة، مشيرا أن من بين الحالات التي فُرض عليها حجر طبي، من طرف السلطات الإيطالية، توجد بينها سيدة مغربية. أبو مسلم، الذي يعمل في مجال التعقيم والتطهير داخل المستشفى، وفي تصريح خص به “أخبار اليوم”، أكد على أن السيدة المغربية التي يشتبه بإصابتها بالمرض تعمل داخل المستشفى، وكانت على مقربة من أول حالة ظهر عليها المرض، إذ اشتغلت في الغرفة عينها التي كان فيها، مضيفا: “أن السلطات الإيطالية أخضعت السيدة المغربية المشتبه بإصابتها في حجر طبي داخل بيتها، بعدما أجريت لها جميع التحاليل اللازمة من أجل رصد المرض، ولازالت النتيجة لم تصدر بعد”. وأشار المواطن المغربي، إلى أن السلطات الإيطالية، صبيحة أمس الاثنين، أقدمت على “إغلاق معابر الدخول والخروج من وإلى مدينة “كودونيو” الإيطالية، حيث يقيم ما يزيد عن 2000 مغربي، غالبيتهم يشتغلون في مدينة ميلانو، كما أن العاملين في المستشفى والمقيمين خارج كودونيو وجدوا صعوبة في ولوج مقر عملهم، فيما بقي آخرون رهن الحصار بالمستشفى”، مضيفا:” الكنائس، دور العبادة، والمقابر بدورها مغلقة، وفي حالات الوفاة ومراسيم الدفن لا يُسمح إلا بالراهب واثنين من أقارب الراحل الحضور، ويمنع منعا باتا القدوم إلى المقابر”. وشدد المسؤول عن قسم التعقيم في مستشفى المدينة، على أن المغاربة يعيشون “أياما عصيبة أسوة ب 16000 من مجموع سكان المدينة على اختلاف جنسياتهم، إذ إنه منذ الجمعة الماضي أُغلقت المحلات، الجامعات، المدارس، مكاتب البريد، ومحطات القطار بدورها منعت توقف القطار بالمنطقة، فضلا عن المراكز التجارية التي تفتح لساعات معدودة ويقف المواطنون في طابور طويل حيث يسمح بالدور بدخول خمسة زوار، ثم بعد خروجهم يدخل خمسة آخرين”. أما بخصوص وضعية المستشفيات في المنطقة، أوضح أبو مسلم، في حديثه ل”أخبار اليوم” أن أقسام المستعجلات في جميع المستشفيات “جرى حجبها بحيث لا يجري استقبال مرضى جدد، وفي هذا الصدد طلبت السلطات الإيطالية من المواطنين تجنب القدوم إلى المستشفى، فيما لجأت إلى التشخيص المنزلي، أي إنه في حالة المرض، الطبيب هو من ينتقل إلى بيت المريض لمراقبة حالته”. مساجد إيطالية تعلق الصلوات بالتزامن مع تزايد حالة الخوف، والهلع في إيطاليا، بسبب فيروس «كورونا»، اتخذت السلطات والجمعيات المدنية إجراءات جديدة، لمنع التجمعات خوفا من انتشار عدوى الفيروس. وفي ذات السياق، أصدرت جمعيات إسلامية بلاغات، أعلنت فيها وقف أداء الصلوات الخمس في المساجد، خصوصا في الشمال الإيطالي، التزاما بالتوجيهات الرسمية بخصوص منع التجمعات، خوفا من انتشار فيروس «كورونا»، وحثت كافة المسلمين، المقيمين في إيطاليا إلى الالتزام بالتدابير الوقائية المعلنة، داعية الله «رفع البلاء». ويأتي تزايد الإجراءات الاحترازية في إيطاليا، بعدما قررت الحكومة إغلاق بلدات في شمالي البلاد، ومنع الدخول إليها، أو الخروج منها من دون تصريح، وإلغاء الأنشطة العامة، ومباريات الدوري إلى غاية مطلع شهر مارس المقبل.