انضمت فرنسا وإسبانيا إلى إيطاليا في فرض إجراءات لتقييد حركة عشرات الملايين، وأمرت استراليا جميع الأجانب القادمين إلى البلاد بالالتزام بالعزل الذاتي، بينما وسعت الأرجنتين والسلفادور نطاق حظر على دخول أراضيهما، وذلك في إطار المساعي العالمية لاحتواء وباء كورونا. ودفع إقبال المستهلكين على الشراء بدافع الذعر في استراليا والولايات المتحدةالأمريكيةوبريطانيا القيادات إلى الدعوة إلى التزام الهدوء إزاء انتشار الفيروس الذي أصيب به أكثر من 138 ألف شخص على مستوى العالم، وتجاوز عدد ضحاياه 5000. وفرضت دول عدة حظرا على التجمعات الكبيرة وأوقفت الأنشطة الرياضية والثقافية والدينية، في الوقت الذي حث فيه خبراء الطب الناس على الالتزام ب"التباعد الاجتماعي" للحد من انتشار الفيروس. وكان لانتشار الفيروس أيضا أثره على الكنائس، وقال الفاتيكان إن قداديس البابا في "عيد القيامة" ستعقد دون حضور مصلين، وإن "تبريكات الأحد" ستجري من خلال الإنترنت والتلفزيون حتى 12 أبريل القادم. وقال سكوت موريسون، رئيس وزراء أستراليا، إن جميع المسافرين القادمين من دول أخرى سيتعين عليهم عزل أنفسهم 14 يوما اعتبارا من منتصف ليل الأحد، وسيتم منع السفن السياحية الأجنبية لمدة 30 يوما في ضوء ارتفاع الحالات المنسوبة لمصادر عدوى خارجية. وقال موريسون في مؤتمر صحافي: "ما شهدناه في الأسابيع الأخيرة هو تزايد عدد الدول التي بها مشاكل مع الفيروس، وهذا يعني أن مصدر بعض حالات العدوى تلك يأتي من عدد متزايد من الدول". وتماثل أحدث القيود الأسترالية ما أعلنت عنه نيوزيلندا يوم السبت؛ وقد سجلت أستراليا أكثر من 250 حالة إصابة بالفيروس وثلاث وفيات. ودعا دانييل أندرو، رئيس وزراء ولاية فيكتوريا، ثاني أكبر ولايات أستراليا، إلى تدابير أشد صرامة مثل حظر الرحلات الجوية القادمة من الولايات المتحدة. حظر السفر وتقليل الرحلات الجوية أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالة الطوارئ على مستوى البلاد، وتجاوز عدد الحالات المسجلة في الولايات المتحدة 2000 إصابة و50 وفاة، غير أن الإدارة تعرضت لانتقادات لتباطؤها في إجراء الفحوص اللازمة. ودفعت قرارات حظر السفر وهبوط شديد في حركة السفر جوا على مستوى العالم شركات الطيران إلى تقليص نشاطها، وتعتزم شركة "أمريكان ايرلاينز" تقليص الرحلات الدولية بنسبة 75 في المئة حتى السادس من ماي المقبل، وأوقفت تشغيل كل أسطولها من الطائرات عريضة البدن تقريبا. وجاء هذا الإعلان المفاجئ من أكبر شركات الطيران الأمريكية بعد ساعات من إعلان البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستوسع نطاق القيود المفروضة على سفر الأوروبيين إليها لتشمل المسافرين القادمين من بريطانيا وإيرلندا اعتبارا من مساء غد الاثنين. وسبق أن فرضت واشنطن قيودا على الرحلات الجوية من الصين التي شددت فحص المسافرين الدوليين القادمين إلى مطار بكين، اليوم الأحد، بعد أن فاق عدد حالات الإصابة الواردة من الخارج عدد حالات العدوى المحلية لليوم الثاني على التوالي. إغلاقات وعزل ذاتي قيدت إسبانيا جزئيا حركة سكانها البالغ عددهم 47 مليون نسمة، أمس السبت، في إطار حالة طوارئ لمدة 15 يوما، بهدف التصدي للوباء في ثاني أسوأ الدول الأوروبية تأثرا به بعد إيطاليا. وأصبح على جميع الإسبان التزام بيوتهم باستثناء الخروج لشراء أغذية أو أدوية أو للعمل أو للذهاب إلى المستشفى أو في الحالات الطارئة. وقال التلفزيون الإسباني إن عدد الوفيات في إسبانيا من جراء الإصابة بالفيروس بلغ 193 حالة، وعدد الإصابات 6250، وذلك ارتفاعا من 120 حالة وفاة حتى يوم الجمعة الماضي. وقررت فرنسا إغلاق المتاجر والمطاعم ومنشآت الترفيه اعتبارا من يوم الأحد، وطلبت سكانها البالغ عددهم 67 مليون نسمة البقاء في بيوتهم بعد أن تضاعف عدد حالات الإصابة في 72 ساعة. وقال رئيس الوزراء الفرنسي، إدوار فيليب، إن الحكومة ليس أمامها خيار بعد أن قالت السلطات الصحية إن 91 شخصا توفوا وإن عدد الإصابات بلغ الآن 4500 تقريبا. وأعلنت حكومة الأرجنتين، أمس السبت أيضا، منع دخول غير المقيمين فيها ممن سافروا إلى الدول التي بها إصابات مرتفعة بالمرض في الأيام الأربعة عشر الأخيرة. ويسري هذا القرار لمدة 30 يوما، وفقا لما نص عليه مرسوم نشر في الجريدة الرسمية. وقالت وزارة الصحة إن عدد حالات العدوى في الأرجنتين بلغ 45 حالة، ارتفاعا من 21 حالة في 12 مارس. وقالت بنما إنه سيتم تعليق الرحلات الجوية القادمة من أوروبا وآسيا بصفة مؤقتة، باستثناء الرحلات التي تنقل الأطباء والمعدات الطبية وغيرها من المساعدات الإنسانية. وأعلنت الحكومة الكولومبية أنها ستطرد أربعة أوروبيين لخرقهم إجراءات العزل الصحي الإجباري، وذلك بعد ساعات من إغلاق حدودها مع فنزويلا. الإرهاب والفيروس قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس السبت، إن "إسرائيل ستستخدم تكنولوجيا التتبع المستخدمة في مكافحة الإرهاب"، وستعمل على وقف النشاط الاقتصادي جزئيا من أجل تقليل مخاطر الإصابة بالفيروس إلى أدنى حد ممكن. وأضاف في مؤتمر صحافي بالقدس أن تكنولوجيا التتبع عبر الإنترنت ستستخدم في تحديد أماكن وجود من كانوا على اتصال بأي شخص يحمل الفيروس، على أن يخضع ذلك لموافقة مجلس الوزراء. واعتبارا من اليوم الأحد بدأت كوريا الجنوبية إخضاع الزائرين القادمين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وهولندا لفحوص أشد صرامة، بعد فرض قيود مماثلة على الصينوإيطاليا وإيران. وبخلاف قياس حرارة القادمين من هذه الدول في المطارات، سيتعين عليهم تنزيل تطبيق إلكتروني أعدته حكومة كوريا الجنوبية على الهواتف المحمولة للإبلاغ من خلاله عن أي أعراض تتعلق بالفيروس بصفة يومية. وتجري كوريا الجنوبية فحوصا لمئات الآلاف من الأشخاص، وتراقب من يحتمل أن يكون حاملا للفيروس باستخدام الهواتف المحمولة وتكنولوجيا الأقمار الصناعية.