ها هي الصين قد تجاوزت بامتياز محنتها الطارئة، بل هبت مسرعة لنجدة دول أخرى، بدل التشفي فيها كما فعلت بعض الدول، خاصة الغربية منها التي لا يخفى على أحد أنها تنخرط في صراع اقتصادي وإيديولوجي مع الصين، تتعدد أساليبه وتختلف حسب الظروف، وحين ابتليت الصين بفيروس كورونا المستجد، وجدت تلك الدول الفرصة سانحة للسخرية والتشفي.. لكن الصين بسلوكها المتميز هذا قدمت للعالم أجمع درسا بليغا في حب الوطن والإنسانية. إن الفرصة مواتية لنا نحن كذلك في هذه اللحظة المربكة والمرتبكة لنقدم درسنا الخاص، من خلال تآزرنا والتفافنا حول الوطن. نفعل ذلك لأنه رصيدنا الذي لا رصيد بعده. ولكي يتحقق ما نصبو إليه، رجاء: - لا تكدسوا السلع، فأنتم بتكديسكم لها تحرمون مواطنين آخرين منها. -لا تنشروا الشائعات وتأكدوا من الأخبار قبل نشرها. - استعدوا للعمل التطوعي حين تدعو الحاجة إلى ذلك. - فكروا بالتبرع بما يزيد عن حاجتكم لمن يحتاجه، ضمن عمل منظم تقوم به هيئات قانونية محترمة. - قوا أنفسكم وأهلكم من المرض، من خلال الالتزام بقواعد الصحية السليمة للوقاية من العدوى. - تعرفوا على المرض بشكل علمي وعقلاني وانشروا المعرفة بين الناس حتى يتخذوا احتياطاتهم. -تجنبوا قدر المستطاع التجمعات في أماكن مغلقة. - احرصوا على ضرورة متابعة أبنائكم لدراستهم وهم في بيوتهم، في انتظار أن تعود الأمور لوضعها الطبيعي. حتما بعد تجاوز هذه المحنة سيتغير وجه العالم وستتغير نظرة الناس لأنفسهم ولمن حولهم، فهذه اللحظة التاريخية ستكون مفصلية في تاريخ الإنسانية، وكأني أرى بأم عيني حضارات تنهار وأخرى تقوم مقامها. فلنكسب على الأقل ثقتنا بأنفسنا ولنشعر بأننا بالفعل قادرون على رفع التحدي والخروج من هذه المحنة بمجهوداتنا الفردية، التي ليست سوى وعينا بحجم المشكل والعمل على تجاوزه بشكل جماعي وعقلاني بعيدا عن الأنانية التي قد تؤدي إلى هلاكنا جميعا. وخلاصة القول "احم وطنك ليحميك"