لم يمنع قرار منع التجمعات العامة الذي سرى هذا الأسبوع في نيودلهي بعد وفاة أول شخصين بسبب وباء كورونا في الهند من أن يضع بعض الهندوسيين إيمانهم الكامل في بول الأبقار لحمايتهم من الفيروس. وحضر المشاركون السبت حفل جاوموترا (مهرجان بول البقر)، الذي يدعو للتمسك بالإيمان، وتناولوا بكل ثقة أكوابا من بول البقر، الذي يحمل بركة الآلهة وفقا للمعتقدات الهندوسية، للحماية من الوباء. وحدث هذا التجمع في مقر الجمعية الهندوسية الكبرى للهند، وهو حزب يميني هندوسي يقول إن مهمته تتمثل في إنقاذ الدين وأتباع الهندوسية. وداخل التجمع ظهرت فرقة موسيقية تعزف الموسيقى على آلات هندية تقليدية، بينما شرب المشاركون واحدا تلو الآخر بول البقر الموضوع في إناء كبير بجوار تمثال لبقرة. بعدها جلس الكل يتناولون الطعام على الأرض ويمررونه فيما بينهم بأيديهم في تجاهل تام لتوصيات منظمة الصحة العالمية. وقال قائد الحزب سوامي شاكراباني "فيروس كورونا هذا الذي يتفشى في العالم يجب أن يدعونا للتوقف عن استهلاك اللحوم وقتل الحيوانات. علينا أن نتناول بول الأبقار لقتل العدوى". وأضاف شاكارباني "كل عناصر الكون موجودة في بول البقرة.. فيروس الكورونا موجود لأننا نتناول اللحم وكانتقام منا ولد هذا المرض". ورغم الطابع الهندوسي للحدث، حضره رجل مسلم قرع كأس البول مع شاكراباني أمام الجمهور المتحمس. وقال الرجل المسلم الذي يدعى بوتو خان "إن بول البقرة يتمتع بخصائص لا تعمل فقط ضد الكورونا، وإنما ضد "أخطر الأمراض القاتلة". وأضاف متحمسا "التناول الدوري لبول البقرة يساعد على زيادة مناعتنا. لقد دُمرت الفيروسات في جسدي رغم كوني مسلما". وأشار خان إلى أنه معتاد على تناول بول الأبقار منذ عشرة أعوام، موضحا أن طعمه "قوي نوعا ما"، كأن المرء يشرب ماء مملحا. يذكر أن الهند ستواجه مخاطر كبيرة إذا ما انتشر الوباء بسبب الكثافة السكانية وارتفاع مؤشرات الفقر وصعوبة الدخول للنظام الصحي وارتفاع مستوى الأمية، رغم كونها من أكبر اقتصادات العالم. وبلغ اجمالي عدد الحالات المؤكدة بالإصابة بفيروس كورونا المستجد في الهند 81 حالة، إضافة لمتابعة حالات 4 آلاف شخص آخرين كانوا على اتصال بالمرضى. وأعلنت العديد من الأقاليم في الهند إغلاق المساحات العامة والمدارس والسينما للحد من تفشي الوباء. وتسبب فيروس كورونا المستجد حتى الآن في وفاة خمسة آلاف و374 شخصا حول العالم، في حين بلغت حالات الإصابة 140 ألفا و700 ومازالت الحصيلة تزيد خاصة في أوروبا التي أصبحت الآن مركز انتشار الوباء، وفقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية الجمعة. *إفي