أعلنت سفارة المملكة المغربية بالعاصمة السويسرية برن عن إحداث خلية تتبع في إطار مواكبة آخر التطورات المرتبطة بانتشار فيروس كورونا المستجد في العديد من المدن السويسرية. وتروم هذه الخلية التواصل مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بسويسرا والتجاوب مع انشغالاتهم ورصد وضعهم الصحي، وذلك بتنسيق مع السلطات السويسرية ومع الجمعيات المغربية المهتمة. وقصد التواصل والاستفسار أو الحصول على المعلومات المتوفرة والإجراءات الواجب اتخاذها عند الاقتضاء، وضعت السفارة المغربية بسويسرا رهن إشارة أفراد الجالية المغربية رقمًا هاتفيًا خاصًا وصفحة على "فيسبوك". وأشارت السفارة في إعلان صادر عنها إلى أن مصالحها القنصلية ستظل رهن إشارة المرتفقين، وذلك حتى إشعار آخر. ويأتي إنشاء خلية التتبع بالسفارة المغربية نتيجة للوضع الخطير التي تمر منه سويسرا، حيث تصنف من ضمن البلدان العشر الأكثر تضررا من فيروس كورونا المستجد على مستوى العالم. وبالرجوع إلى الوضع الحالي في سويسرا بخصوص انتشار فيروس كورونا المستجد، فإلى حدود منتصف يوم الخميس 12 مارس، تم الإبلاغ عن أكثر من 800 حالة من قبل السلطات الفدرالية، ووفاة حالتين جديدتين خامسة وسادسة في كانتون تيتشينو المحاذي للحدود الإيطالية، وكانت أعمار الضحيتين تزيد عن 80 سنة ويعانيان من مشاكل صحية وأمراض مزمنة. وفي اليوم نفسه الذي اعتبرت فيه منظمة الصحة العالمية التي تتخذ من جنيف مقرا لها أن فيروس كورونا قد تحول إلى وباء عالمي، قررت السلطات المحلية في كانتون تيتشينو المحاذي مع الحدود الايطالية، العمل ب"حالة الضرورة"؛ التي تعني إغلاق دور السينما ومنتجعات التزلج وقاعات الرياضة والنوادي الليلية والمدارس غير الإلزامية، في محاولة منها للسيطرة على خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث يعبر إليه حوالي 68 ألف عامل من إيطاليا كل يوم. ومن أهم الإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية في كانتون تيتشينو، عدم السماح للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا بالاعتناء بالأطفال أو استخدام وسائل النقل العام، كما دعت السلطات المطاعم بتحديد عدد المقاعد فيها بما لا يزيد عن 50 مقعدا، وحظر جميع الأنشطة والتظاهرات الرياضية للهواة والمحترفين وإغلاق أماكن الترفيه. وكانت الحكومة السويسرية قد حظرت في أواخر شهر فبراير عند بداية انتشار الفيروس بسويسرا، التجمعات العامة التي تضم أكثر من 1000 شخص، ثم تقلصت إلى 300 ثم إلى 100 شخص، وذلك حتى يوم 15 مارس 2020 على الأقل، كما تحتاج المناسبات التي يُشارك فيها أكثر من 150 شخصا إلى الحصول مُسبقا على ترخيص من طرف السلطات المحلية في الكانتونات. وأغلقت الحكومة السويسرية يوم الأربعاء 11 مارس تسع نقاط عبور حدودية ثانوية مع إيطاليا بعد انتشار الوباء هناك واستمرار مزيد من الإصابات وتزايد الوفيات. وأمام هذا الوضع الخطير، قامت شركة "سويس" للطيران بتعليق جميع الرحلات الجوية إلى إيطاليا، إلى جانب وجهات أوروبية أخرى مثل شتوتغارت ونورمبورغ في ألمانيا وبوردو في فرنسا، وسيستمر هذا التعليق حتى أوائل شهر أبريل المقبل. كما اتخذت الشركة الفيدرالية للسكك الحديدية القرار نفسه، حيث علقت رحلاتها نحو المدن الإيطالية والفرنسية. وذكرت الشركة يوم 10 مارس، في بلاغ لها، أن أعداد المسافرين في جميع أنحاء سويسرا قد تراجعت بنسبة تتراوح ما بين 10% و20%، في حين انخفض عدد المسافرين إلى إيطاليا بنسبة 90%، وتراجع عدد المسافرين إلى فرنسا بنسبة 60% مقارنة بما كان عليه الوضع قبل انتشار الفيروس. وأضافت الشركة أنّ ذلك قد أدى إلى تكبّدها خسائر مادية تقدر ب 500 ألف فرنك سويسري يومياً، ما يعادل (490 مليون سنتيم تقريبًا). كما تم إلغاء مجموعة من الأنشطة المهمة، من بينها معرض جنيف الدولي للسيارات، ومعرض بازل، والمهرجان الدولي للسينما، ومنتدى حقوق الإنسان في مكتب الأممالمتحدةبجنيف، ومهرجان فريبورغ للسينما. وتم إلغاء جميع مباريات بطولتي كرة القدم والهوكي على الجليد، إضافة إلى العديد من الأحداث الاجتماعية والثقافية الوطنية والمحلية.