تعيش مستشفيات المملكة حالة يقظة واستنفار غير مسبوقة جراء المخاوف من تفشي وباء "كورونا"، وهو ما حتم على الشغيلة الطبية إلغاء جميع أشكالها الاحتجاجية التي برمجت خوضها خلال الأسابيع المقبلة؛ فقد بادر الممرضون إلى إلغاء إضراباتهم "نظرا للوضعية الوبائية التي يمر منها العالم والمغرب". وقررت حركة ممرضي وتقنيي الصحة بالمغرب، "رفع كل إضراباتها المعلنة إلى حين احتواء الوباء وتجاوز ذروة الخطورة بالبلاد"، داعية وزارة الصحة إلى "توفير الظروف الوقائية اللازمة للأطر الطبية من أجل قيامها بالواجب، وتفعيل التكوين الخاص بكيفية التعامل مع الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس". وسجل الممرضون "ضرورة تدخل الحكومة والوزارة الوصية على القطاع من أجل الرفع من تعويضات الأخطار المهنية لملائكة الرحمة بدورهم"، محملين الوزارة المسؤولية الكاملة في حالة إصابة الهيئات الطبية بالفيروس، "نظرا لظروف العمل المتردية، وهزالة الإجراءات المتخذة للتعامل مع حالات الوباء". في المقابل، قررت الهيئة المذكورة الاحتفاظ بحمل "الشارات الحمراء" داخل المستشفيات، معبرة عن "رفضها تقديم وزارة الصحة الممرضين سببا لفشل المنظومة الصحية بالمملكة عبر متابعات قضائية وإدارية جائرة". وفي آخر تحديثاتها بخصوص فيروس "كورونا"، أعلنت وزارة الصحة، اليوم الجمعة، أنه تم تسجيل سابع حالة إصابة مؤكدة عند مواطن مغربي بالغ من العمر 39 سنة. وأوضحت الوزارة، في بلاغ صحافي، أن المواطن المغربي "كان قد وصل إلى الدارالبيضاء يوم الأربعاء 4 مارس قادما من إسبانيا، وبعدما ظهرت عليه أعراض تنفسية تقدم على إثرها إلى المستشفى، اشتبه الطاقم الطبي بإصابته بالفيروس، ليتم اتباع الخطوات المعمول بها من أجل إجراء التحليل المخبري بمعهد باستور المغرب، الذي أكد الإصابة". وتابعت أن "المصاب يوجد حاليا تحت الرعاية الصحية بأحد مستشفيات مدينة الدارالبيضاء، حيث تم التكفل به وفقا للإجراءات الصحية المعتمدة". وأشارت الوزارة إلى أن مصالحها "تقوم بالإجراءات اللازمة المصاحبة لمثل هذه الحالة، وفقا لمعايير السلامة الصحية الوطنية والدولية".