أعلن جوزيبي كونتي، رئيس الوزراء الإيطالي، اليوم الاثنين، أنه سيتم تطبيق إجراءات العزل الصحي لاحتواء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في جميع أنحاء البلاد. وأبلغ كونتي الصحافيين أنه جرى كذلك فرض قيود مشددة على التنقل عبر إيطاليا في تصعيد للحملة التي تهدف إلى وقف انتشار فيروس "كورونا"، مشيرا إلى أن الإجراءات التي طرحت قبل يومين في معظم أنحاء الشمال لم تعد كافية وأنه ينبغي توسيع نطاقها لتشمل البلد بأكمله اعتبارا من غد الثلاثاء. وأكد رئيس الوزراء الإيطالي أنه سيتم تعليق دوري كرة القدم الإيطالي (سيري أ)، مساء الاثنين، من ضمن سلسلة إجراءات أخرى في محاولة لمكافحة تفشي فيروس "كورونا" الذي ينتشر بسرعة في البلاد وأودى بحياة مئات الأشخاص. وقال كونتي في مؤتمر صحافي: "لا توجد أسباب لاستمرار المباريات والأحداث الرياضية، وأنا أعني دوري كرة القدم. أنا آسف؛ لكن يتعين على جميع أنصار اللعبة (تيفوزي) أن يأخذوا علما بذلك"، من دون أن يتطرق إلى مصير المباريات التي ستخوضها الأندية الإيطالية في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) في الأسابيع المقبلة، ولا إلى الرياضات الأخرى. ودعا رئيس الوزراء الإيطالي المواطنين إلى "تجنّب التنقلات" بين مناطق البلاد وفرض حظراً على التجمّع، مؤكدا أنّ هذه التدابير الجذرية، التي لم تتّضح في الحال الطريقة التي ستعتمد لتطبيقها، سيتم تفصيلها في مرسوم سيدخل حيّز التنفيذ يوم غد الثلاثاء في عموم أنحاء إيطاليا، ثاني دولة في العالم بعد الصين من حيث عدد الوفيات بالفيروس. وأضاف كونتي: "ينبغي تغيير عاداتنا من الآن، ينبغي علينا التخلي عن شيء لصالح إيطاليا"، متابعا أنه ينبغي على المواطنين البقاء في منازلهم ما لم تكن لديهم أسباب قوية تتعلق بالعمل أو الصحة أو الاحتياجات الخاصة الأخرى. وأشار رئيس الوزراء الإيطالي إلى أن الانتقال إلى العمل سيظل مسموحًا به، موضحا أنه تم تمديد إغلاق المدارس والجامعات حتى الثالث من أبريل المقبل. وقد ارتفع عدد المصابين بفيروس "كورونا" المستجد في إيطاليا، حتى اليوم الاثنين، إلى 9172 شخصا من 7375 حالة في اليوم السابق، حسبما أفادت وكالة الحماية المدنية الإيطالية في نشرتها اليومية. وارتفعت حالات الوفيات من 366 في اليوم السابق إلى 463 حالة وفاة، وارتفع عدد المرضى الخاضعين للرعاية المركزة من 650 إلى 733. وفي غضون ذلك، قُتل سبعة مسجونين في أعمال شغب وقعت في سجون مكتظة بالنزلاء في مختلف أنحاء إيطاليا، بسبب تدابير احتواء فيروس "كورونا". وقالت السلطات إن مسجونين، ثار غضب كثير منهم بعد تقييد زيارات الأسر، أشعلوا الحرائق خلال أمس الأحد واليوم. واحتجز مسجونون اثنين من حراس أحد السجون، وهرب نزلاء من سجن آخر. وبحلول عصر اليوم، امتدت الاضطرابات التي بدأت في بؤرة الوباء بشمال إيطاليا أمس إلى الجنوب، وشملت أعمال الشغب 25 سجنا في مختلف أنحاء البلاد.