الانخراط في العمل السياسي المُباشر بآفاقه التنظيمية والمؤسساتية بات حتمية من منظور "جبهة العمل السياسي الأمازيغي"، وهي تنظيم تأسس في الأشهر المنصرمة؛ فبعد هيكلة الأجهزة الداخلية، تواصل الجبهة مسلسل المفاوضات والمشاورات الدورية مع الأحزاب السياسية المغربية. حتْمية الحسم بشأن المشاركة السياسية دفعت "الجبهة الأمازيغية" إلى فتح قنوات الاتصال مع التنظيمات الحزبية؛ آخرها كان اللقاء المنعقد مع حزب التقدم والاشتراكية، الاثنين الماضي، حيث اتفق الطرفان على برمجة اجتماع ثانٍ سيتدارس باستفاضة الأشكال الإجرائية وسبُل الحضور السياسي للحركة الأمازيغية في المشهد الوطني. وأفاد مصدر مُطلع داخل "جبهة العمل السياسي الأمازيغي" بأن محمدا نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أعرب عن رغبته الوثيقة في التوصل إلى نتيجة إيجابية مع أعضاء التكتّل الأمازيغي، موردا أن هناك لقاءات أخرى ستنعقد مع مجموعة من الفرقاء السياسيين المعنيين بمبادرة الجبهة. وأوضح المصدر عينه، الذي آثر عدم الإفصاح عن اسمه، أن "جبهة العمل السياسي الأمازيغي" يُرتقب أن تعقد لقاءً مع حزب الأصالة والمعاصرة بعد انتخاب التشكيلة الجديدة للمكتب السياسي، مشيرا إلى وجود اتصالات مباشرة مع بعض القيادات في حزب "الجرار"؛ لكن لم يتم برمجة أي اجتماع، إلى حين استكمال هيكلة الأجهزة التنظيمية. وشدد المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن هناك لقاءً ثانياً مع حزب التجمع الوطني للأحرار، بعدما انعقد اجتماع تمهيدي في وقت سابق، لافتا أيضا إلى برمجة لقاء تفصيلي مع الحركة الشعبية في قادم الأسابيع لمناقشة موضوع الالتحاق بالحزب. وتابع المصدر ذاته مسترسلا: "توجد اتصالات مباشرة من لدن عدد من أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من أجل الجلوس على طاولة التفاوض، دون تحديد أي موعد لحدود كتابة هذه الأسطر"، وزاد: "وجهات النظر متباعدة مع حزبي العدالة والتنمية والاستقلال بالنظر إلى غياب القواسم المشتركة". وبشأن موقف "الجبهة الأمازيغية" من خيارات الانخراط، أكد متحدّثنا أنها "لن تتخذ أي قرار نهائي إلا بعد التفاوض مع كافة الأحزاب السياسية في المغرب"، مشيرا إلى أن "قرار الالتحاق متعلق أساسا بمقاربة التنظيمات للقضية الأمازيغية، ثم المكانة التي ستكون لدى الجبهة داخل الهياكل الحزبية". و"الجبهة الأمازيغية" خرجت إلى حيز الوجود بعد انعقاد عديدٍ من اللقاءات والمشاورات الدورية المنتظمة، التي ضمّت مجموعة من مناضلي القضية الأمازيغية على المستوى الوطني، حيث يُراد منها التحسيس ب"منسوب المخاطر التي تزداد حدتها ضد حياة الأمازيغية والحركة الأمازيغية"، وفق البيان التأسيسي.