على الرُّغمِ من تسجيل أوّل إصابة بأنفلونزا "كورونا" في المغرب، فإنّ المملكة ما زالت تستقبلُ رّحلات جوّية قادمة من الصّين وإيطاليا، اللتين تشهدانِ تفشّي الوباء "القاتل"، بينما تؤكّد شهادة مهاجر مغربي حلّ بالمملكة خلال الأيام الأخيرة "عدمَ خضوعه لأيّ مراقبة صحيّة". وقال مهاجر مغربي قدِمَ من إقليم بيرغامو "الموبوء" في الشّمال الإيطالي، في شهادته لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنّه "قدم في رحلة جوية من إيطاليا الخميس الماضي تحت رقم 30458"، مورداً "فور وصولي إلى مطار محمد الخامس في حدود السّاعة الحادية عشرة ليلاً، لم أجد أيّ مراقبة صحيّة ولا إرشادات طبيّة". وأورد المهاجر المغربي، الذي يعملُ مستثمراً ما بين الرباط وميلان، أنّه لا يعرفُ، إلى حدود اللّحظة، ما إذا كان قد قدمَ في الطّائرة نفسها التي كانت تقلّ المصاب بفيروس "كورونا"، مشدّداً على أنّ "وزارة الصّحة لم تتّصل به، ولم يتلقّ أيّ استفسار من لدن السّلطات المغربية". ويسود تخوّف كبير لدى المهاجرين المغاربة الذين قدموا من الدّيار الإيطالية من احتمال إصابتهم بالفيروس المعدي، خاصة أنّهم لم يخضعوا لأيّ فحوصات طبية في مطارات المملكة فور وصولهم إلى أرضِ الوطن. وقبلَ أسابيع وفي خضمِّ تصاعد مخاطر فيروس "كورونا"، قرّر المغرب تفعيل المراقبة الصّحية على مستوى عدد من المطارات والموانئ، من أجل الكشف المبكّر عن أي حالة واردة للإصابة بهذا الفيروس. وفي العادة، تقوم وحدات طبية داخل المطارات بفحص كل الرّكاب وقياس درجة حرارتهم، كما يطلب من الرّكاب والمسافرين تعبئة استمارة للإدلاء بالأماكن التي تواجدوا فيها، والمكان الذي يقصدونه في المغرب، إلى جانب معلومات الاتصال الخاصة بهم. واتّخذت وزارة الصّحة، كما سبق لها أن أكّدت، "إجراءات وقائية وتدابير احترازية على الركاب القادمين من الدّول القريبة من بؤر "الموت" إلى مطارات المملكة. ويشمل ذلك الرحلات المباشرة وغير المباشرة، بهدف التأكد من خلو المسافرين من الفيروس التاجي "كورونا" المستجد. وقبل أيّام، نقلت عدسات الإعلام العمومي طابوراً من المواطنين المغاربة ينتظرون للمرور عبر كاميرات المراقبة الصّحية وقياس درجات حرارة الرّكاب، للتأكد من خلو المسافرين من فيروس "كورونا"؛ لكن العديد من المواطنين أكّدوا، في تصريحات لهسبريس، أنّ "هذه الخدمة لم تعد موجودة في المطارات".