رافقت الإعلانَ عن أول حالة إصابة مؤكّدة بفيروس كورونا المستجد بالمغرب تعبيراتٌ في الساعات القليلة التي تلته عن التخوّف من الإصابة بالفيروس. وكثيرا ما ترافقُ الإعلانَ عن الأمراض المعدية المنتشرة في مجموعة من دول العالم تخوّفاتٌ من الإصابة بالمرض قد تكون لها انعكاسات جسدية ملموسة. وقال أبو بكر حركات، خبير نفسي، إنّ أصل هذا المشكل هو الزّخم الإعلامي على مدار الساعة في كلّ وسائط الاتصال الذي يجعل الأشخاص يجدون أنفسهم محاصرين بالأخبار حول هذا المرض. وأضاف حركات، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ النّظر إلى "كورونا" نظرةً مجرّدة يجعلنا نراه وباء معديا مثل أيّ إنفلونزا، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة مثل الكثير من الأمراض الأخرى، كما يمكن أخذه بنسبية إذا قارناه مع أوبئة أخرى في تاريخ البشرية في القرن السابع عشر على سبيل المثال. وذكر المصرّح أنّ حالات الهلع من المرض ترتبط بأشخاص ليست لهم قدرة استعمال العقل والمنطق، ولا يتعاملون مع الزّخَم الإعلامي بعقلنَة، أو تكون شخصيتهم مذبذبَة، موردا أنّ "الأخبار الزائفة تلعب دورا أيضا". كما أوضح المتخصّص في علم النفس أنّ "هناك حالات عادية، ولكن لا يجب أن تكون، تقع في نوع من الإيحاء L'auto suggestion، بسبب تكييف الأخبار وعي الإنسان، أو التعرّض لمعلومات على مواقع البحث دون قدرة على تحليلها"، وقال: "لا يجب أن أوحي لنفسي بمرضي رغم أنّني لست كذلك، مع أخذ الاحتياطات وإجراء الفحوصات". ويرى الخبير النفسي أنّ من الأساليب الفاعلة للتّصدّي لهذا النوع من الهلع "تحرّي صدق الخبر؛ لأن سبب الوقاية عبر إلغاء تظاهرات كبرى ليس هو التخوّف من موت الملايين، بل لعدم كفاية الأسِرَّة والأدوية، وعدم القدرة على مواجهة الآلاف من الحالات لوجستيكيا واقتصاديا في حالة تفشّي الفيروس". جواد مبروكي، أخصائي الأمراض النفسية والعصبية، يتقاطع تصريحه مع ما قاله حركات حول ضرورة النظر إلى هذا الوباء نظرة مجرَّدَة مثله مثل الأنفلونزا والأمراض المعدية الأخرى، وذكر أنّ من بين أسباب هذا الخوف من الأمراض "كيفية التغطية الإعلامية المرتبطة بسياقات دولية رأسمالية، وغيرها". وأضاف مبروكي أن من بين الأسباب التي تزيد في الخوف "عدم الثقة في الحكومة والمسؤولين بصفة عامة، وعدم الثقة في المؤسسات الطبية المغربية وتجهيزها"، وهو ما يرى أنه "ثقافة شائعة" بالبلاد تساهم في "الفوبيا من الأمراض". وشدّد مبروكي على أنّ الواجب فعله في مواجهة هذا الفيروس هو أساليب الوقاية العادية بتجنب بعض التجمعات العمومية، وتجنّب لمس مقابض الأبواب، وتجنب الاحتكاك المباشر ببعض المرافق العمومية المشتركة.