فيروس «كورونا» لن يحول دون أداء المغاربة لفريضة الحج تزايد الاهتمام مؤخرا بالأخبار الواردة حول انتشار ما أصبح يعرف بفيروس كورونا الجديد الشبيه بفيروس سارس، خاصة بعد إعلان السلطات الصحية بفرنسا منذ أيام عن إصابة شخصين بالفيروس، أحدهما أصيب به خلال رحلة إلى العاصمة الإماراتية دبي. ورغم استقرار حالة المريضين إلا أن الرأي العام العالمي بدأ يثير التساؤلات حول كيفية ووتيرة انتشار المرض ومدى إمكانية تطور وضعيته إلى وباء. الفيروس الذي ظهر لأول مرة في شهر غشت من السنة الماضية في أراضي الجزيرة العربية وتحديدا بالسعودية والأردن، أصيب به حتى الآن 34 شخصا في جميع أنحاء العالم، توفي منهم 18 مصابا. وحسب آخر أرقام لمنظمة الصحة العالمية فقد تم تسجيل 28 إصابة في السعودية أسفرت عن 15 حالة وفاة، وفي الأردن إصابتين أسفرتا عن حالتي وفاة، وبريطانيا أربع إصابات أسفرت عن حالتي وفاة، وبألمانيا إصابتين أسفرتا عن حالة وفاة، وفرنسا إصابتين. ويعد الفيروس الجديد نمطا حديثا من فيروس كورونا أو الفيروس التاجي الذي يصيب أساسا الحيوانات ويمكن أن ينتقل منها إلى الإنسان. لكن لم تتضح لحد الآن كيفية انتقاله بين البشر. ويصيب الفيروس المسالك التنفسية ويمكن أن يؤدي إلى نزلة صدرية وتعفنات واضطرابات تنفسية وفشل كلوي في عدد من الحالات، ومن ثمة تأتي خطورته التي يمكن أن تصل إلى خطر الوفاة. وبالرغم من أن شبح المرض مازال يبدو بعيدا عن بلادنا، إلا أن بعض المواطنين بدأوا يتساءلون حوله خلال الأيام الأخيرة، خاصة أن أخبار انتشاره عبر العالم تأتي متزامنة مع التحضيرات لموسم الحج خلال موسم الصيف القادم. وهذه التساؤلات وجدت صداها لدى وزارة الصحة التي خصصت سلسلة من الاجتماعات لهذا الموضوع في الآونة الأخيرة، تدارست من جهة التدابير الاحترازية التي يتعين القيام بها في مثل هكذا حالات، وكذا تتبع عملية التحضير لموسم الحج القادم، في علاقتها بالموضوع، بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وأكد وزير الصحة الحسين الوردي٬ في تصريح صحفي يوم أمس الأربعاء، أن الوزارة اتخذت جميع التدابير اللازمة تحسبا لظهور الفيروس٬ وفي مقدمتها الرفع من مستوى المراقبة الوبائية٬ حيث عممت الوزارة دورية على جميع المستشفيات تشرح من خلالها الإجراءات التي يتعين اتخاذها في حال ظهور الفيروس. كما وفرت بتعاون مع المعهد الوطني للصحة ومعهد «باستور» جميع الإمكانيات لتشخيصه في حال دخوله إلى بلادنا. وفي غياب لقاح خاص بهذا المرض على الصعيد العالمي، أكد الوزير أن الإجراءات الوقائية المعتادة سيتم اتخاذها من أجل ضمان سلامة الحجاج خلال موسم الحج المقبل إذ سيتم تلقيحهم باللقاحين المضادين لالتهاب السحايا والأنفلونزا الموسمية، كما سيتم إعطاؤهم جميع المعلومات الوقائية المتعلقة بالأمراض المعدية بصفة عامة ومرض «كورونا» الجديد بشكل خاص. من جهته، أكد د. عبد الرحمن بنمامون، من مديرية الأوبئة التابعة لوزارة الصحة، أن المغرب يتوفر على منظومة صحية قادرة على الترصد لمختلف الأمراض التنفسية والتعفنية من قبيل مرض «كورونا» الجديد وتشخيصها، مشيرا أن غياب لقاح ودواء خاصين بالمرض يعززان أهمية التدابير الوقائية التي يفترض اتخاذها في سائر حالات الأمراض المعدية. وأضاف د. بنمامون، خلال اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم أمس، أن المعطيات الحالية حول المرض ما تزال تؤكد محدودية خطورته من الناحية الوبائية، مشيرا إلى أن الأبحاث العلمية مازالت بدورها لم تتوصل لحد الساعة لتوضيح كيفية انتقاله بين البشر. وكانت منظمة الصحة العالمية٬ في آخر بلاغ لها حول الموضوع يوم 9 ماي الجاري، قد أوصت السلطات الصحية في جميع الدول بمواصلة مراقبة التهابات الجهاز التنفسي الحادة خاصة في حال ظهور أنماط غير عادية منها، مع ضرورة إبلاغها بأي تشخيص لحالات إصابة بالفيروس، وظروفها ومسارها. إلا أن المنظمة لم توص بأي تدابير خاصة في نقاط العبور كما لم تفرض أي قيود على السفر أو التجارة. بل إنها دعت مواطني البلدان التي ظهر فيها فيروس «كورونا» للحفاظ على الهدوء وعدم إثقال كاهل العاملين في المجال الصحي بسبب الهلع غير المبرر من أعراض نزلات البرد العادية.