في ظل التحوّلات الرقمية المتسارعة التي أرخت بظلالها على سوق الشغل في المجتمع المغربي، أطلق معهد الدراسات العليا للتدبير (HEM) مدرسة جديدة تسمى "معهد هندسة المعلوميات" (HEM Engineering School)، تروم مواكبة التنمية والتطور التكنولوجي في المملكة، عبر تلبية احتياجات التوظيف للأطر العليا في تكنولوجيا المعلوميات. وبذلك، يُعد معهد "HEM Engineering School"، من خلال برنامجه الجديد "باك+5" في هندسة المعلوميات، أحد المعاهد المغربية القليلة القادرة كلّيا على تكوين مهندسي المعلوميات المتوفرين على ثلاث كفاءات رئيسية مطلوبة بإلحاح في سوق الشغل الوطني والدولي أيضا، وهي التفوق التقني، والتواصل الفعّال، والتحلّي بروح المبادرة. وفي هذا الصدد، قالت ياسمين بنعمور، المديرة العامة لمعهد الدراسات العليا للتدبير (HEM)، إن "المؤسسة تعلن عن افتتاح مدرسة هندسة المعلوميات (HEM Engineering School)، وذلك برصيد 31 سنة من الخبرة في التعليم، وكذا بفضل الدّراية المعرفية والتربوية والشبكة المهنية الموسعة المعترف بها في عالم المقاولة بالمغرب". وأضافت بنعمور، في تصريح أدلت به لجريدة هسبريس الإلكترونية على هامش حفل إطلاق المعهد الجديد بالدارالبيضاء، مساء الثلاثاء، أن "المدرسة الجديدة المتخصّصة في هندسة المعلوميات مفتوحة في وجه الحاصلين على شهادة البكالوريا بدءا من الدخول المدرسي المقبل، أي شتنبر 2020". وأوضحت المديرة العامة لمعهد الدراسات العليا للتدبير أن "هناك تخصصات متعددة ومتنوعة، من بينها تخصص Développement Web et Mobile الذي يوفر للطلاب التكوين الذي يهيئهم لإتقان التكنولوجيات المتنوعة، فضلا عن تخصص Big Data الذي يمدّ الطلبة بتكوين أساسي يتعلق بتخزين ومعالجة وتحليل البيانات الضخمة". أما التخصص الثالث، وفق المسؤولة عينها، فيتمثل في "Réseaux et Cloud Computing الذي يمكّن الطلاب من وضع تصور للبنية التحتية المعلوماتية من البداية إلى النهاية، ثم تخصص intelligence artificielle الذي يتمحور حول تهييئ الطلاب لإنجاز الأنظمة المعقدة المخصصة لتنفيذ قرارات مستقلة مشابهة للتفكير المنطقي البشري". وشددت بنعمور على أن "هذه التخصصات المتنوعة تواكب المجالات المعلوماتية المستجدّة، وهي مجالات أساسية تخص مغرب الغد"، مضيفة أن "قوة المعهد الجديد تتجسد في تكوين خريجين يتوفرون على ثلاثة مؤهلات محورية، هي التفوق التقني، والتواصل المتميّز، والتحلي بروح المبادرة والإبداع". وبشأن البيداغوجيا المعتمدة في المعهد الجديد، فإن المنهاج التربوي يجمع بين ثلاثة أنماط عملية؛ أولها النمط الكلاسيكي الموازن بين المكتسبات النظرية والعملية، ثم النمط الموجه للمشروع، الذي يتم تطويره في إطار مشروع من خلال مجموعات صغيرة، حيث يتم تخصيص أربعة أسابيع كل أسدس دراسي للمشاريع طوال المسار الدراسي ب "HEM". والنمط الثالث، حسب العرض الأكاديمي الذي ألقته المديرة العامة للمؤسسة، هو النمط المختلط الذي يجمع بشكل تطوعي ومدروس بين النمط الكلاسيكي والنمط الموجه للمشروع. كما ينبني المحتوى التعليمي للمعهد على ثلاثة أشكال من المكتسبات، هي المكتسبات الأساسية (تكنولوجيا المعلومات والتواصل)، والمكتسبات المتعلقة بتكنولوجيا المعلوميات المتقدمة، والمكتسبات ذات الصلة بالمهارات الناعمة (التنمية الذاتية للطالب). وفي ارتباط مع العالم المهني والتكنولوجي، تبعا للعرض العلمي الموجه للحضور، فإنه يتم استكمال التكوين الأكاديمي ل "HEM Engineering School" عبر فترات تدريب تنتهي بتحصيل شهادات في تكنولوجيا المعلوميات، حيث تُباشر هذه التداريب الإلزامية لجميع الطلاب في الشركات كل سنة تماشياً مع البرنامج السنوي. ويستفيد طلاب المعهد من خمس دورات تدريبية في المجموع، توضح إدارة "HEM"، تتكون من فترة تدريب حول المعلومات العامة في السنة الأولى، وفترة تدريب مكثفة باللغة الإنجليزية في السنة الثانية، وتدريبين للتخصص في السنتين الثالثة والرابعة، وأخيرا فترة تدريبية في تخصص الماستر خلال السنة الخامسة. وبالموازاة مع الدورات التدريبية، يمكن لطلاب معهد "HEM Engineering School" الاستفادة من اجتياز الشهادات المهنية المدمجة في المسار الدراسي، المتعلقة بمجالات تكنولوجيا المعلوميات المتعددة المطلوبة بشدة في سوق الشغل، ويتعلق الأمر بشهادات "Microsoft" و"Cisco" و"Oracle" و"AWS". جدير بالذكر أن معهد الدراسات العليا للتدبير (HEM) انضم إلى الشبكة الدولية الكندية "LCI Education" منذ عام 2019، وهي شبكة ذات صيت دولي تتوفر على 23 معهدا جامعيا وثانويا في القارات الخمس، وتوظف أزيد من 3000 شخص في جميع أنحاء العالم، ما سيجعل طلاب معهد "HEM Engineering School" يستفيدون من شبكات وفرص التواصل على الصعيد العالمي.