أكد مجموعة من السجناء بسجن بولمهارز بمدينة مراكش تداول مجموعة من الأدوية المنتهية الصلاحية، منها الأدوية المخصصة لعلاج ألم الرأس، بالإضافة إلى أدوية منحت للسجناء الأحداث لعلاج أمراض الجربة والقمل، وأضاف السجناء أنهم يضطرون إلى استعمال هذه الأدوية بالرغم من انتهاء صلاحيتها، لأنه لا خيار لهم غير ذلك، كما أن أغلب السجناء أميين، وبالتالي لا ينتبهون لتاريخ صلاحية الأدوية. "" ومن جهة أخرى، يشتكي سجناء بسجن بولمهارز بمراكش من انقطاع ماء الاستحمام عنهم لمدة تزيد عن خمسة أشهر بسبب تعطيل جهاز الدوش في حمام الجناح الأيمن، الحي القديم، قبل أن يتم إصلاحه صباح أمس، ويخشون تكرار العطب من جديد، ونبهوا إلى خطر انتشار الأمراض والجراثيم في صفوف السجناء، منها الجرب بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يستحمون بصفة نهائية وأمراض الروماتيزم بالنسبة إلى الأشخاص الذين يضطرون إلى الاستحمام بالماء البارد في المراحيض، مما يعرضهم لنزلات البرد. ووصف أحد السجناء ل "النهار المغربية" ما يجري ويدور بالسجن المذكور بأنه كارثة بكل المقاييس، حيث إن السجناء تفوح من جسدهم رائحة كريهة نتيجة عدم الاستحمام لمدة طويلة من الزمن، كما أن العديد منهم مهدد بالإصابة بأمراض نتيجة انتشار الجراثيم والحشرات في رؤوسهم، بالإضافة إلى أن وجه العديد من الأحداث بالسجن المذكور أصبح ملطخا من كثرة الأوساخ من جراء عدم الاستحمام. يأتي هذا في الوقت الذي يتوفر فيه السجن على مقهى ومتجر يدران على السجن أرباحا مالية مهمة يومية وبالتالي كان من الأحرى توجيه هذه الأرباح المالية من أجل تحسين ظروف عيش السجناء وفي اتصال هاتفي لنا بنائب المدير بالسجن المذكور نفى الواقعة نفيا قاطعا، وأكد أن الحمام المذكور كان يعرف بعض الإصلاحات ولكن لمدة محدودة فقط وأنه تم إصلاحه منذ مدة وليس أمس. أما فيما يخص انتشار المخدرات بالسجن المذكور أكد لنا المسؤول السابق أن الكاميرات التي تم نصبها مكنت من القضاء على تجارة المخدرات التي كانت ترمى من خارج السور، وأن الوضع متحكم فيه وهو الأمر الذي نفاه السجناء بدورهم والذين أكدوا أن الخمر والمخدرات عرفا انتشارا خطيرا بالسجن المذكور. وفي هذا الإطار فإن بعض الوقائع تؤكد انتشار نسبة الإدمان بشكل مخيف بالسجن المذكور، بل إن مجموعة من السجناء الذين تم ترحيلهم من سجن مراكش إلى قلعة السراغنة أو إلى سجون أخرى غالبا ما يكونون في قائمة الأشخاص الذين يتم ضبطهم متلبسين بالتعاطي أو الاتجار في المخدرات. وخلال الاجتماع الأخير الذي عقد بمقر وزارة العدل بالرباط برئاسة لديدي، والذي حضره مجموعة من مدراء السجون أكد مدير سجن بولمهارز أن مؤسسة سجن مراكش هي مؤسسة نموذجية، وأن بها كاميرات لمراقبة ما يجري ويدور بالسجن، لكن مجموعة من السجناء يقولون غير ذلك.