تزايدت حالات ابتلاع السجناء لمواد غريبة وأدوات حادة حسبما أعلنت عنه مصادر طبية وحقوقية تهتم بأوضاع السجناء في المغرب، حيث يلجأ عدد من السجناء إلى إلحاق الأذى بأنفسهم وابتلاع هذه الأشياء الغريبة كطريقة لإخفائها عن المراقبين أو كخطة لنقلهم إلى المستشفى حيث يحظون برعاية خاصة ولو لفترة قصيرة تختلف عن حياتهم داخل السجن . تراوحت هذه الحالات بين ابتلاع الحبوب والأقراص الطبية ملفوفة في ورق بلاستيكي للمحافظة عليها دون هضمها، وابتلاع أدوات حادة ومواد مخدرة وبطاريات، والتهام التراب والحديد والمواد المنظفة والملاعق وشفرات الحلاقة وغيرها من الآلات الصلبة والحادة. وينقل هؤلاء السجناء المشاغبون إلى المستشفى في حالة خطيرة ليكتشف الأطباء أنهم ألحقوا الأذى بأنفسهم وابتلعوا أشياء غريبة . وبحسب صحيفة "الوطن" السعودية تتباين أسباب إقدام السجناء على هذا السلوك الغريب فبعضهم يلجأ إليه حين يفاجأ بلجنة المراقبة فيضطر إلى ابتلاع هذه المواد والأدوات الممنوعة داخل السجن خوفا من مضاعفة العقوبة الحبسية عليه، بينما يبتلع بعض السجناء هذه الأدوات الخطيرة لإخفائها وإعادة استعمالها من جديد، فيما يعتبر بعضهم أن هذه الطريقة مناسبة للتعبير عن إصرارهم على تحقيق مطالبهم لأنها جديدة ومثيرة للجدل أكثر من الإضراب عن الطعام وإثارة الشغب، ويلجأ آخرون إلى هذا الأسلوب بهدف مغادرة السجن ولو لفترة قصيرة والاستمتاع بالرعاية الطبية حيث تكون القيود مخففة مقارنة بالحياة داخل السجن. وخلال الأشهر الأخيرة نقل سجين إلى المستشفى الجامعي ابن طفيل بمدينة مراكش وهو في حالة صحية متدهورة ويعاني آلاما حادة في البطن، وبعد الفحص بالأشعة اكتشف الأطباء وجود هاتف محمول ذي حجم صغير مستقر في أحشاء السجين مما استدعى إجراء عملية جراحية لاستخراج الجهاز المستقر في القولون، وادعى السجين بعد شفائه أنه راهن زملاءه في الإصلاحية على قدرته على ابتلاع الهاتف المحمول فكاد الرهان أن يودي بحياته . وفي واقعة غريبة ابتلع سجين 12 بطارية أسطوانية من الحجم الصغير وقداحتين لإشعال السجائر، بسبب خلاف نشب بينه وبين نزيل آخر في سجن بمدينة الجديدة المغربية، ونقل السجين على وجه السرعة إلى المستشفى المركزي بالمدينة ووجد الأطباء أنفسهم أمام عملية جراحية نادرة تستلزم السرعة القصوى بسبب المضاعفات التي قد يتعرض لها السجين حيث أصبحت أحشاؤه بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، وتمكنوا من استخراج ما التهمه السجين وإنقاذ حياته . وتتعدد الحالات المماثلة التي استدعت تدخلا جراحيا سريعا لإنقاذ حياة هؤلاء المساجين المغامرين، منها حالة سجينة ابتلعت سكينا بطول 8 سنتمترات فاستقر في أحشائها رغم محاولاتها الحثيثة للتخلص منها عبر الفضلات قبل اكتشاف أمرها، لكنها فشلت وتدهورت صحتها وفي المستشفى اكتشف الأطباء وجود آلة في أحشائها فأجروا لها عملية جراحية واستخرجوا سكينا صغيرة مغلفة بالبلاستيك كانت السجينة تستعملها لتهديد السجينات وإرغامهن على طاعتها. وبحسب المصدر ذاته يعمد السجناء إلى تغليف السكاكين والآلات الحادة بالبلاستيك قبل ابتلاعها وذلك للتقليل من مخاطرها على الجهاز الهضمي. ويقول الباحث الاجتماعي محمد العلمي إنه وقف على عدة حالات ابتلع فيها سجناء أشياء غريبة لأسباب متباينة وحولوا بطونهم إلى مكان لتخزين مواد وأدوات مختلفة، وأوضح أن التهور هو السبب الرئيسي وراء هذا التصرف الغريب فأغلب السجناء هم في الأساس مجرمون احترفوا الإجرام وتأثروا بأخبار ومغامرات أقرانهم ويأتي إقدامهم على ابتلاع الأشياء الغريبة ليبرهنوا على قدرتهم على المخاطرة، فيقدمون على هذه المغامرة التي لا تخلو من خطورة وتنتهي في الغالب بعملية جراحية. وأضاف أن بعض السجناء يكون دافعهم الرئيسي من وراء هذا التصرف رغبتهم في التخلص من أجواء السجن ولو بشكل مؤقت وقضاء جزء من مدة عقوبة الحبس في المستشفى حيث يتمتعون بالرعاية الطبية والأكل النظيف وتفتح أمام عائلاتهم أبواب الزيارة، وتخفف عنهم القيود .