رفضت اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، اليوم الجمعة، ما ورد في تقرير مسرب لشركة التدقيق "بي دبليو سي" تحدثت فيه عن شبهات فساد مالي وإداري، معتبرة أنها "ادعاءات غير ذات أساس". وبعد اجتماع استمر لنحو خمس ساعات في أحد فنادق الدوحة، وأتى قبيل لقاء الكأس السوبر بين الزمالك المصري بطل الكونفدرالية والترجي التونسي بطل دوري الأبطال في الموسمين الماضيين، أقرت لجنة خارطة طريق للكونفدرالية في العامين الحالي والمقبل تشمل جوانب فنية وأخرى متعلقة بالحكامة. وأورد "كاف" في بيان بعد الاجتماع برئاسة رئيسه الملغاشي أحمد، أنه خصص الجزء الأول "لدراسة تقرير بي دبليو سي عن المراجعة التنظيمية للأعوام 2015 الى 2019، والذي تم تنفيذه في أقل من 3 أشهر"، مشيرا إلى أنه دعا الشركة المعنية لحضور الاجتماع، لكن الأخيرة "لم تظهر". وأتى التقرير الذي سربت أجزاء منه في تقارير صحافية في الأيام الماضية، بطلب من الاتحاد الدولي ("فيفا") الذي فوض أمينته العامة السنغالية فاطمة سامورا في مهمة إشراف على الاتحاد القاري لستة أشهر انتهت بنهاية يناير الماضي، بعد سلسلة من شبهات الفساد وسوء الحكامة. وأكدت اللجنة التنفيذية معارضتها "الادعاءات غير ذات الأساس الواردة في هذا التقرير"، لاسيما مساهمة "كاف" في دفع تكاليف دفن "أشخاص خدموا كرة القدم الإفريقية" مثل المراقب الكيني حسين صوالح الذي توفي في حادث تحطم طائرة العام الماضي، وسوء استخدام أموال مخصصة من الفيفا لتطوير كرة القدم في القارة، والتعاقد مع شركة "تاكتيكال ستيل" الفرنسية للتجهيزات الرياضية بعد فض عقد مع شركة "بوما" الألمانية. وبشأن النقطة الأولى، شدد الاتحاد على أن المساهمة في كلفة التشييع يأتي في سياق "أعمال تضامن لصالح عائلات الأشخاص الذين خدموا كرة القدم الإفريقية"، في حين أن الأموال من الفيفا "يخضع استخدامها بشكل صارم لإجراءات فيفا نفسها. للتذكير"، مؤكدا أن صرف هذه الأموال خضع للتدقيق من الاتحاد الدولي وشركات خاصة منها "بي دبليو سي". أما بشأن ملف التجهيزات الرياضية، فشدد الكاف على أن "الإجراءات منظورة أمام مختلف السلطات"، وأنه مستعد "لتقديم جميع مبررات هذه العملية، التي أذن بها مسبقا من قبل اللجنة التنفيذية". وسبق أن تم استدعاء أحمد في إطار تحقيق قضائي مفتوح في مدينة مرسيليا الفرنسية، يتعلق بإلغاء الكاف في دجنبر 2017، عقدا مع شركة "بوما" للتزود بتجهيزات وملابس ل580 متطوعا في بطولة الأمم الإفريقية للمحليين ("شان") التي استضافها المغرب مطلع عام 2018. وأخلي سبيل أحمد حينها (في يونيو 2019) من دون توجيه أي اتهام له في قضية قيام الاتحاد بفسخ العقد مع "بوما" من طرف واحد، وإبرام آخر بقيمة مالية أكبر مع "تاكتيكال ستيل" ومقرها في جنوبفرنسا. وأشارت اللجنة التنفيذية الى أنها قررت إحالة بعض جوانب تقرير شركة التدقيق بشأن الإدارة المالية إلى لجنة الحكامة. خطة لعامين ويأتي لقاء الكأس السوبر بعد فترة عصيبة مر بها الكونفدرالية الإفريقية للعبة (كاف) برئاسة أحمد أحمد، ويبدو أن مفاعيلها لم تطوَ بالكامل بعد. وكان التحقيق مع أحمد الذي خلف في العام 2017 الكاميروني عيسى حياتو بعد نحو ثلاثة عقود من إمساكه بزمام الاتحاد القاري بيد من حديد، ضمن سلسلة أحداث أثرت سلبا على كرة القدم الإفريقية. فتتويج الترجي بلقبه الرابع في دوري الأبطال والثاني تواليا، أتى بعد مد وجزر تواصلا على مدى أسابيع مع منافسه في الدور النهائي لنسخة الموسم الماضي، الوداد البيضاوي المغربي لاعتراض الأخير على التحكيم وانسحابه من إياب الدور النهائي. ولم يحسم اللقب التونسي سوى بقرار من الاتحاد نفسه، بعدما وصلت القضية إلى محكمة التحكيم الرياضي. ودخل "كاف" في الأشهر الستة الماضية تحت مظلة الإشراف المباشر للكونفدرالية الدولي (فيفا)، من خلال تعيين الأمينة العامة للأخير سامورا مفوضة لإفريقيا في مهمة انتهت بنهاية يناير الماضي. وبعد أيام من إعلان إنجاز مهمة سامورا ب "نجاح" مطلع فبراير الجاري، برزت قضية تقرير مسرب عن المهمة التي أوكل الفيفا شركة "بي دبليو سي"، ومن خلاصاته أن سجلات الأخير "غير جديرة بالثقة"، وأن التدقيق المحاسبي غاب عن العام 2015، وخلال أشهر في 2019. وفي اجتماعها، أقرت اللجنة خطة تحول هيكلية لعامي 2020-2021، هدفها "التحول إلى منظمة تتم إدارتها وفقًا لأفضل المعايير الدولية". وبحسب "كاف"، تشمل هذه الخطوة أربعة جوانب هي التنظيم والحكم، والمسابقات، والتحكيم، وتطوير البنية التحتية، على أن تنشأ لها "لجنة توجيهية على مستوى اللجنة التنفيذية ولجنة مراقبة على المستوى الإداري". وتعهدت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بنشر تقرير مرحلي فصلي عن الخطة، مؤكدا "سيتم استدعاء كل الخبرات والإرادة القوية للمساهمة في هذا التطور الجديد للمنظمة، والذي يجب أن يواكب التوقعات المشروعة لمشجعي كرة القدم الإفريقية".