تدرج مستويات الإرهاب الإرهاب؛ كان وما يزال التهديد المباشر للإنسان من قبل أخيه الإنسان، اتخذ أشكالا متنوعة في تمظهراته مستمدة من البيئة السائدة؛ كان في ما مضى إغلاظا في القول من خلال الرسائل التي تبادلها الأباطرة والسلاطين والملوك والأمراء؛ ما لبث أن تحول إلى مكائد ودسائس وتصفيات؛ طالت رؤوسا نافذة في السلطة والثراء. وقد وردت كلمة "إرهاب؛ Terror" في بعض نصوص الديانات السماوية بمعنى "الخوف" وبث الرعب في النفوس؛ من ذلك {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم.. الآية} الأنفال :60 ، «.. and they journyed : and the terror of God was upon the cities that were about them» "ثم رحلوا وكان خوف الله على المدن التي من حولهم " التوراة ؛ سفر التكوين 35.5 "، ثم ما لبثت كلمة الإرهاب أن تطورت إلى إتيان أعمال عدوانية كضرب الرقاب أو الزج بها في غياهب السجون واتخاذها إشارة لترهيب الخصم، وهو إرهاب سياسي ما زال الوسيلة المفضلة لدى بعض الأنظمة السياسية الشمولية. بيد أنه؛ وفي العقدين الأخيرين من القرن الماضي ومستهل الألفية الثالثة؛ اتخذ الإرهاب طابعا أشد دموية وفتكا من ذي قبل، سقط بيد تنظيمات يمينية وإسلامية متطرفة؛ ما زالت البشرية تعاني من ويلاتها حتى الآن، على أن الفكر الإرهابي؛ ومهما تعددت بيئاته سواء كان إرهابا تكنولوجيا أو اقتصاديا أو دمويا أو فكريا أو سياسيا؛ يبقى دوما مستمدا إرادته من فكرة تدمير الآخر، مهما كانت الوسيلة إلى ذلك. امتداد رقعة الدموية الإرهابية لاحظ العالم أجمع؛ ومن خلال الاستقصاءات الميدانية من جهة وبعض المخططات التي تم العثور عليها في حوزة بعض الإرهابيين؛ أن الفكر الإرهابي وبعد أن احتد حنقه اتجه إلى توسيع رقعته الدموية، في محاولة للإيقاع بضحاياه بأكبر عدد ممكن، ولعل واقعة سفاح النيوزيلاندا New zealand ليس ببعيد عنا، إذ صرح علانية أنه انتقى مسرح جريمته بعناية، ولم يجد أفضل من المسجد الذي يزدحم بالمصلين يوم الجمعة، ونستشف من إصراره على فعلته هذه أنه كان بإمكانه تغيير أسلحته من النارية إلى الجرثومية لو أمكنه العثور على أقلية مسلمة منعزلة في منطقة جغرافية، على أن الفكر الإرهابي مطلقا ليس لديه كوابح دينية أو عنصرية، فهو يستهدف ضحاياه مهما كانت ألوانها وعقائدها ومشاربها وانتماءاتها، وهذا يعد بحق أخطر فكر إرهابي بات يهدد البشرية جمعاء. الفيروسات.. أهي مصنعة أم من وحي الصدفة ؟! الإرهاب الاقتصادي هو الذي يسعى إلى تكبيد الخصم أكبر قدر من الخسائر، وسيلته في ذلك "نشر" Virus /جرثومة، ليتفشى بعدئذ في رقعة جغرافية؛ تأخذ في الاتساع مع مرور الزمن، من تداعياتها عزل المرضى المصابين أو الحاملين للفيروس، وشل الحركة الاقتصادية في بعض الشركات من خلال محاصرة البضائع والسلع القادمة من المنطقة الموبوءة.. عاش العالم منذ عقدين؛ وفي ظل عدوى الأوبئة العابرة للقارات؛ على وقع تهديدات بظهور وانتشار حالات فيروسات بمواصفات مختلفة، كالجمرة الخبيثة Anthrax وجنون البقر BSE وإيبولا Ebola وزيكا Zica وأنفلونزا Influenza (خنازير؛ طيور؛ قرود..) ، ثم أخيرا وليس آخرا فيروس كورونا Coronavirus . وقد تابعنا أنه بمجرد انفجار وباء من هذا القبيل تسارع عديد من الدول إلى طلب اقتناء أدوية وأمصال ولقاحات الممكنة بمليارات الدولارات كفاتورة أسلحة لمواجهة أي حالة طارئة. ويسود اعتقاد عام أن وراء ظهور هذه الفيروسات بحجم هذه الخطورة جهات مجهولة تشتغل بكامل السرية، هدفها يذهب في اتجاهين متوازيين؛ توجيه ضربة قاصمة إلى كتلة اقتصادية ما، وفي آن حصد المليارات من الدولارات من وراء إنتاجها كميات ضخمة من فيروسات مضادة ولقاحات؛ تتولى الهيمنة على التحكم في تصنيعها وتسويقها. ويمكن القول إن الليبرالية المتوحشة؛ ومن خلال تجاهلها لكل القيم الإنسانية النبيلة وإصرارها على الربحية بكل الوسائل والسبل؛ أصبحت في العقود الأخيرة محط توجيه أصابع الاتهام في كل الكوارث التي تحدق بالبشرية؛ تعلق الأمر بالتلوث البيئي أو ارتفاع نسب أكسيد الكاربون في الغلاف الجوي.. أو أمراض المجاعة أو خنق الاقتصاديات المحلية.. ثم أخيرا الأوبئة والفيروسات التي تمرح في عديد من مناطق المعمور. تجارب رهيبة... !وأغذيتنا تحت المجهر ذكرت صحيفة الديلي ميل Dayli mail البريطانية أن علماء بمركز جونر هوبكنز Hopkins Johnsللأمن الصحي اختبروا نموذج وبائي افتراضي، أفضت نتائج توقعاتهم إلى أن الفيروس الجديد قادر على الفتك بأكثر من 65 مليون شخص حول العالم خلال 18 شهر! ويعتقد خبراء التغذية وبعض المنظمات الصحية غير الحكومية أن حياتنا الغذائية حاليا أصبحت معرضة؛ أكثر من كل وقت مضى؛ إلى تسممات وسرطانات فتاكة، جراء أنظمة "التصنيع أو التصبير" التي يمكن اعتبارها حقولا حيوية لظهور وتكاثر فيروسات مع تحلل عناصر أي منتوج غذائي مصبّر، مع مرور الزمن حتى إن بعض هذه المنتجات الغذائية لا يمكن أن يطول أمد "تصبيرها وتعليبها" أكثر من بضعة أشهر، فكيف إذا امتدت تواريخ استهلاكها لأزيد من سنة، سواء تعلق الأمر بالمواد الغذائية أو المواد الصيدلانية والأدوية عموما ؟!