يستمر المغرب في ريادته بشأن البحث عن حلول لإشكالات الهجرة داخل القارة السمراء؛ فبعد مبادرة المملكة بإنشاء مرصد إفريقي بشأن الهجرة، قدم سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، اليوم الاثنين، أمام القمة العادية ال33 للاتحاد الإفريقي المنعقدة بأديس أبابا، تقرير الملك محمد السادس بشأن تفعيل المرصد الإفريقي للهجرة، والذي يوجد مقره في العاصمة الرباط. وأبلغ رئيس الحكومة، في بداية كلمته التي ألقاها في أشغال القمة سالفة الذكر، رؤساء الدول والحكومات والقادة الأفارقة تحيات الملك محمد السادس. وكان المغرب والاتحاد الإفريقي وقّعا، في دجنبر 2018، بمناسبة المؤتمر الحكومي الدولي حول الهجرة، على اتفاق المقر الخاص بالمرصد الإفريقي للهجرة؛ وهو مقترح من لدن الملك محمد السادس، بصفته رائدا للاتحاد الإفريقي حول موضوع الهجرة. وقال العثماني، في كلمته، إن "جلالة الملك، بصفته رائدا للاتحاد الإفريقي للهجرة، أعد تقريره الثاني بشأن تفعيل المرصد الإفريقي للهجرة بالرباط، والذي يبرز الهجرة كعامل مهم للتنمية"، مشيرا إلى أن التقرير يرتكز على المحاور الأساسية التالية: تشخيص قضية الهجرة في إفريقيا، وإبراز الدور الجوهري للمرصد الإفريقي للهجرة في إطار الحكامة الجيدة للهجرة في إفريقيا، ووضع إفريقيا في صلب تفعيل ميثاق مراكش للهجرة. وأضاف رئيس الحكومة أن التقرير يؤكد أن المرصد الإفريقي للهجرة، كآلية جديدة للاتحاد الإفريقي تضطلع بمهام تقنية وميدانية، سيساعد، بفضل المعطيات الموثوقة والدقيقة المتعلقة بالهجرة التي سيوفرها، على إعداد سياسات واضحة وفعالة ومطابقة للواقع حول الهجرة. وشدد العثماني على أن المرصد سيعمل على تفعيل ميثاق مراكش للهجرة، عن طريق تجميع البيانات وتطوير التعاون القاري والدولي في مجال الهجرة، وتعزيز مساهمة الهجرة في التنمية المستدامة، كما يوفر فرصة لجذب أفضل لمزايا الهجرة من خلال تقوية اتباع الطرق النظامية للهجرة وحماية حقوق المهاجرين واستثمار جديد لفائدة التنمية. رئيس الحكومة أبرز أن "جلالة الملك أكد أن المغرب قد وضع تحت تصرف منظمتنا مقرات حديثة تتماشى مع المعايير والمحددات الدولية لاستضافة المرصد، الذي سيفتتح رسميا، بتنسيق مع مفوضية الاتحاد الافريقي، بعد اعتماد القانون الأساسي للمرصد خلال أشغال هذه القمة". أما بالنسبة لميثاق مراكش للهجرة، فيقترح التقرير، يضيف العثماني، "خارطة طريق تعتمد على أربعة محاور تتعلق بسياسات وطنية إفريقية محددة وفعالة، وتنسيق بين جهوي عبر التجمعات الاقتصادية الجهوية، ورؤية قارية تجعل الهجرة داخل القارة الإفريقية رافعة للتنمية الجماعية، وتأسيس شراكة دولية مسؤولة تسهل الهجرة والتنقل الآمن والمنتظم والمنظم". وخلص العثماني إلى أن "أمنية جلالة الملك هي أن يجعل الشباب في صلب ولايته كرائد في مجال الهجرة، وأن تركز سياسات الهجرة على التنمية والاندماج الاجتماعي للمهاجرين وحماية حقوقهم، حتى تتسنى للشباب فرص جديدة تشجعهم على الاستقرار في بلدانهم الأصلية". وكان الملك محمد السادس قد اقترح، في رسالة وجهها إلى المشاركين في القمة ال30 للاتحاد الإفريقي، إحداث مرصد افريقي للهجرة، في إطار الأجندة الإفريقية حول الهجرة. وتبنى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي مقترح الملك محمد السادس، باعتباره رائد الاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة، بخصوص إحداث مرصد إفريقي للهجرة.