يتواصل مسلسل شد الحبل بين وزارة الصحة والصيادلة؛ فقد خاضت النقابات الممثلة للصيادلة وقفة احتجاجية جديدة أمام مقر الوزارة الوصية على القطاع بالرباط، احتجاجا على "تنامي الأزمة الاقتصادية للصيدليات في الآونة الأخيرة". الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، طغى عليها مطلب تحسين أوضاع الصيادلة، الذين شددوا على أن معالجة هذا الشق من مطالبهم المرفوعة إلى وزارة الصحة "لا يحتمل التأجيل". نزول الصيادلة إلى الشارع جاء بسبب عدم وفاء وزير الصحة الحالي بالاتفاق المبرم بينهما عقب وقفة خاضوها يوم 18 دجنبر 2018، بحسب إفادة محمد لحبابي، رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب. وقال لحبابي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن التمثيليات المهنية للصيادلة توصلت إلى اتفاق بمثابة "خارطة طريق"، تبنته وزارة الصحة في عهد أنس الدكالي، يقوم على تنزيل جميع النقاط المطلبية التي تضمنها الملف المطلبي، لكن الوزير الحالي رفض الإفصاح عن مآله. وأضاف لحبابي أن كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب قدمت ثلاثة طلبات لعقد اجتماع مع وزير الصحة، إلا أنها "قوبلت بالآذان الصماء، بل إن الوزير أدلى بتصريحات تصب في نسْف عمل اللجنة المشتركة التي تم تشكيلها في عهد الوزير السابق". تصريحات خالد أيت الطالب، التي أثارت غضب الصيادلة، تتعلق بقوله إن دواء السرطان لا يجب أن يُصرف في الصيدليات، فيما اعتبر الصيادلة أن مدونة الأدوية والصيدلة لا تستثني أي دواء من بيعه بالصيدليات. واتهمت كونفدرالية نقابات الصيادلة وزارة الصحة بالتراجع عن التزاماتها السابقة المضمّنة في التوصيات التي خلُصت إليها اللجنة المشتركة مع وزير الصحة السابق، و"نهج سياسة الآذان الصماء إزاء القضايا المصيرية للصيادلة"، مهددة باللجوء إلى خطوات تصعيدية. وذهب رئيس الكونفدرالية إلى القول إن الصيادلة سيردون على وزير الصحة في حال استمر في إغلاق باب الحوار أمامهم وعدم الاستجابة لمطالبهم، بإغلاق صيدلياتهم والدخول في إضراب وطني مفتوح. وقالت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، في بيان الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها اليوم تحت شعار "وقفة الكرامة الثانية"، إن الوقفة "تأتي في سياق تراكمي للمشاكل الاقتصادية لمهنة الصيدلة التي ما فتئت تتكبد فيها الصيدليات خسارات بلا توقف".