ترى لمن وجهت هذه الصفعة؟ هل للشعوب العربية؟ أم للحكام المنخرطين فيها؟ أم للأجيال اللاحقة؟ نعم، إنها لكل هؤلاء... لكن، وأساسا، في نظر المقالة، فهذه الصفعة موجهة بالدرجة الأولى لإسرائيل كدولة "موعودة" في اعتقادها... إنها صفعة، باعتبار هذه الدولة قد تورطت قصدا أو عن غير قصد، إن دهاء أو غباء، في إشكال عقيم سيحول الصفقة لها إلى ضدها، لتدور الدائرة عليها... كيف ذلك؟ وللإجابة والتوضيح هناك عوامل ستفشل هذه الصفقة/السراب، كمؤامرة مفبركة.. ومن ذلك ما يلي: 1-عدم الشرعية.. ف"ترامب" هو المخطط الذي كان متلهفا لأداء هذه الخدمة بعد تمكينه من تسيير سلط دولة الولاياتالمتحدة.. فبأي حق خول لنفسه بصفة فردية أن يشرعن تسليم جغرافية، هي لمنطقة عربية، لا علاقة له بها تاريخيا أو ثقافيا أو حضاريا، ولم يعتدي على دولته شعب هو بمنأى كبير عنه.. ولذا يجوز مقاضاته في المحافل الدولية كشخص مسؤول عن هذه المظلمة المعتدية... 2 - لقد تم هذا الإجراء في غياب الهيئة المنوطة بالنظر في مثل هذه القضايا، اعتمادا على بنودها ومواثيقها، وهي هيئة "الأممالمتحدة"، والتي سبق أن بثت في الأمر وأصدرت عدة قرارات، لازالت عالقة ويجب أن تنفذ بقوة القانون، لتحقيق السلم في المنطقة... 3- لم يستشر الشعب المعني، وهو الشعب الفلسطيني، ليقول كلمته في مسألة تقرير مصيره.. فليس من الحق والقانون وحقوق الإنسان، أن يتم طرده من أرضه التي أمضى بها قرونا خلت، عاش فيها وتعايش مع ثقافته وحضارته العريقتين وتاريخه الموروث أبا عن جد... 4- وحتى شعوب الجوار التي أوكل لها توطين فلول الفلسطينيين، لم تستشر في قبولها لهذا الحل المفروض عليها، مثلها في ذلك مثل الشعب الفلسطيني، دون استفتاء ديمقراطي تشرف عليه "الأممالمتحدة" وتسهر على متابعته لجنة مراقبة... إذن هي في حقيقة الأمر، صفعة نالتها إسرائيل، سواء على المدى القريب أو البعيد.. وستستمر هذه الدولة "الموعودة" كدولة احتلال مستعمرة لشعب لن يحيد عن أرضه، مهما كان الثمن.. وستستمر الثورة بمعية الشعوب العربية الغيورة، والتي قادت سابقا، كما هو متعود، حركاتها التحررية ضد الاستعمار، وليس ضد الغرب أو ضد أي كان...لن تنتهي القضية ولن تنتهي ذكرى يوم الأرض. *باحث في سوسيولوجيا الأدب