سرعان ما عاد أصحاب المقاهي والمطاعم الشعبية والباعة الجائلون إلى احتلال شوارع وأزقة العاصمة الاقتصادية، بعد انقضاء الحملة التي شنّتها السلطات المحلية في دجنبر المنصرم وأفضت إلى تحرير الملك العمومي في العديد من الشوارع الكبرى للمدينة. وبحسب ما عاينته جريدة هسبريس الإلكترونية، فقد انتشرت الفوضى من جديد في مجموعة من الأحياء والشوارع بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، بما في ذلك شوارع "آنفا" و"المعاريف" التي تُصنف على أنها "القلب النابض" للقطب المالي، حيث تشكو ساكنة هذه المناطق الراقية من زحف مظاهر البداوة على العمران. ويجد المارة عراقيل كبيرة في شوارع الدارالبيضاء بسبب احتلال الأرصفة العمومية من لدن الباعة المتجولين، ما يجبرهم على السير في الطرقات وما ينتج عن ذلك من حوادث طرقية، حيث سبق أن تقدمت عشرات الهيئات المدنية بشكايات متكررة إلى السلطات العمومية للقضاء على هذه الظاهرة. وما زالت العربات المجرورة بالدواب من قبل الباعة المتجولين تجثم على أنفاس بعض أحياء المدينة الاقتصادية، في مظاهر تلغي الحدود الفاصلة بين البادية والمدينة بتمثّلها المعاصر، إلى درجة أنها تحولت إلى وسيلة نقل سرية للسكان بفعل الاكتظاظ الشديد الذي تعرفه حافلات المدينة. وكشفت المعطيات شبه الرسمية، الصادرة عن مصالح جماعة الدارالبيضاء، عن تسجيل عناصر الشرطة الإدارية لآلاف حالات احتلال الملك العمومي وسط مدينة الدارالبيضاء بكل من المعاريف وسيدي بليوط وآنفا، حيث تسجل هذه الدوائر الثلاث أكثر حالات استغلال للملك العام بالمدينة. وتطالب فعاليات مدنية بإخضاع تبعية المخالفات الإدارية للسلطات المحلية (وزارة الداخلية) عوض الجماعات (المنتخبون)، على خلفية استمرار ظاهرة احتلال الملك العمومي في الدارالبيضاء رغم المحاولات الحثيثة للمسؤولين، مرجعة ذلك إلى "خلط الموضوع بالسياسة" في أكثر الأحيان، بتعبيرها.