تقع جماعة سيدي حجاج شرق مدينة سطات على بعد 40 كيلومترا، في النفوذ الترابي لدائرة ابن أحمد، على مساحة 150 كيلومترا مربعا. تستقر بها ساكنة تبلغ 20732 نسمة، حسب إحصاء السكان والسكنى لسنة 2014. أحدثت هذه الجماعة سنة 1992 نتيجة التقسيم الجماعي الأخير، ويرجع أصل تسميتها إلى الولي الصالح "سيدي حجاج"، أحد أشراف "العلوة"، نظرا إلى الدور الذي لعبه على المستويين الديني والأخلاقي. تضمّ سيدي حجاج قبائل عدّة، منها قبيلة سيدي حجاج والبيض، أولاد سيدي بلقاسم، أولاد عياد وأولاد ناصر. وتتكوّن تلك القبائل من أزيد من عشرين دوارا، منها أولاد مبارك، أولاد سي بوعمر، أولاد سي الدقاق، أولاد بابا والشرفاء، وغيرها من التجمّعات السكنية، التي يعيش سكانها على الفلاحة والرعي والتجارة في الأسواق. هسبريس سلكت الطريق الجهوية 316 انطلاقا من سطات باتجاه رأس العين الشاوية، وبعد قطع 27 كيلومترا، كان لا بد من الانعراج يمينا في اتجاه سيدي حجاج. في الطريق صادفنا رعاة وفلاحين تبدو عليهم الفرحة بعد الأمطار التي عرفتها بلاد الشاوية عموما. جمعويون ينشدون الأفضل في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال محمد القرواني، عن جمعية "النور" بجماعة سيدي حجاج، إن الجمعية التي يمثلها تهتم بالسهر على خدمات النقل المدرسي، بشراكة مع المجلس الجماعي، مقابل أثمان في المتناول، لمحاربة الهدر المدرسي والرفع من نسبة التمدرس، وتشجيع جميع تلاميذ المنطقة على حصد نتائج دراسية جيدة، إضافة إلى المساهمة في تحقيق التنمية البشرية، وتقديم أعمال اجتماعية لفائدة المستفيدين من ساكنة سيدي حجاج. وأضاف القرواني أن المسالك الطرقية التي تنتشر في المنطقة، خاصة المسارات التي يسلكها أسطول النقل المدرسي، معبّدة بنسبة 80 بالمائة. كما تطرق القرواني إلى انعدام ملاعب القرب، مشيرا إلى أن مسؤولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذين تلقوا اقتراحات بخصوص إنشاء ملاعب القرب لفائدة الشباب خلال اللقاءات التي عقدت معهم، أوضحوا أن الأمر يصطدم بقلة الوعاء العقاري، الذي يمكن أن يحتوي المشروع المقترح. وعبّر الفاعل الجمعوي ذاته عن رضاه عن توفير خدمات الماء والكهرباء، مضيفا أن تغطية الدواوير بالكهرباء تقارب نسبة 100 بالمائة، زيادة على توفير الماء الصالح للشرب الذي تسهر عليه جمعيات فاعلة دون مشاكل تذكر، مع استفادة الساكنة من عدّادات فردية. وبخصوص الخدمات الصحية بجماعة سيدي حجاج، أوضح القرواني أن ضعف هذه الخدمات لا يخرج عن الوضع العام الذي يعرفه قطاع الصحة بمناطق الوطن عموما. وأضاف أن القطاع يعاني من نقص في الخدمات، باستثناء مستوصفات صغيرة تقدّم خدمات بسيطة كالتلقيح مثلا، مشيرا إلى الخصاص الحاد في الأطر الطبية، وغياب المداومة الليلية. وحول المشاكل التي تعاني منها المنطقة وتطلعات الساكنة وطموحاتها، قال القرواني إن المواطنين ينشدون مستوى تنمويا أفضل، حتى تكون سيدي حجاج في الريادة على مستوى المنطقة، مقترحا خلق مشاريع تعود بالنفع على الشباب، وإنشاء ملاعب للقرب، وتوفير خدمات صحية في المستوى، متمنيا أن تعمل الجهات الوصية التي تملك الإمكانات على تشغيل الشباب أو تنظيمهم في إطار تعاونيات لتحقيق دخل قار لهم وللمواطنين الذين يعتمدون على الفلاحة والرعي. للمجلس الجماعي رأي وفي تصريح لهسبريس، أوضح العربي الهرامي، رئيس جماعة سيدي حجاج، أن الجماعة تعتبر من أفقر الجماعات بالإقليم نظرا إلى مداخيلها المحدودة، مشيرا إلى أنها "لا تتوفر على سوق أسبوعي أو دكاكين للكراء لإنعاش المداخيل باستثناء الضريبة على القيمة المضافة، ورسوم الحالة المدنية، وما تستفيده الجماعة من وحدة صناعة للإسمنت بدوار أولاد بوسلهام لتعزيز الموارد الذاتية للجماعة بمدخول مهمّ قد يصل إلى 3 ملايين درهم سنويا". وحول البنية التحتية والطرق، قال الهرامي إن المجلس الجماعي قطع أشواطا مهمة في تهيئة المسالك الطرقية التي تفوق 80 كيلومترا، فضلا عن إنجاز دراسة تقنية لما يقارب 33 كيلومترا من الطرق المبنية الموضوعة لدى المصالح المختصة بجهة الدارالبيضاءسطات، في إطار الشطر الثاني من المسالك المعتمد من قبل الجهة، التي ستباشر الصفقة المتعلقة به قريبا. وبخصوص خدمات الربط بشبكة الكهرباء والإنارة العمومية، قال الهرامي إن التغطية تحققت بنسبة 100 بالمائة، مشيرا إلى أن "فاتورة الأداء السنوي للإنارة العمومية تثقل ميزانية الجماعة بما يفوق 600 ألف درهم. وبخصوص الماء الصالح للشرب، فقد سبق للجماعة أن أبرمت اتفاقية مع المكتب الوطني للكهرباء والماء والمجلس الإقليمي لسطات، أسفرت عن إنجاز شبكة مهمة شملت مختلف دواوير الجماعة، رغم أن النتائج لم تكن في مستوى تطلعات الساكنة، وهو ما اضطر المجلس إلى حفر بعض الآبار وتجهيزها بدوار الشرفاء وسيدي الدقاق وأولاد يعيش". أما عن القطاع الصحي، فأوضح الهرامي أن "الجماعة تتوفر على مستوصفين قرويين، إلا أنهما يعانيان من الخصاص في الأدوية ونقص الموارد البشرية، حيث تتوفر كل مؤسسة صحية على إطار وحيد، وهو ما يؤدي إلى تعثر السير العادي للمرافق الصحية المذكورة، فضلا عن الإجازات السنوية والرخص الاستثنائية، وعدم استقرار الأطر بتراب الجماعة"، مسجّلا تأخر التحاق الأطر بعملها والمغادرة المبكرة. وأضاف أن المجلس يوفّر ثلاث سيارات لنقل المرضى والمصابين أو الأموات، وأنه تدخل لدى الجهات المعنية لتعزيز القطاع دون جدوى، بحجة أن مشكل الموارد البشرية مطروح على الصعيد الوطني. وتطرق رئيس جماعة سيدي حجاج إلى اهتمام المجلس الجماعي بقطاع التعليم وتشجيع الفتاة القروية على التمدرس، معللا ذلك باحتضان مؤسسة ثانوية إعدادية، وتوفير أسطول للنقل المدرسي يتكون من ست سيارات، فضلا عن مشروع بناء دار الطالب والطالبة، الذي فاقت نسبة إنجازه 95 بالمائة. وأضاف أن المجلس حمل على عاتقه ملف إعادة هيكلة ستة أحياء محاذية لجماعة أولاد مراح وناقصة التجهيز. وسجّل الهرامي قصورا لدى الجماعة في مرافق الشباب كدار الشباب وملاعب القرب، مبررا ذلك بانعدام الوعاء العقاري اللازم لاحتضان مثل هذه المشاريع، فضلا عن تباعد الدواوير المكونة للجماعة الترابية. وأضاف أنه على الرغم من ذلك أبرم المجلس اتفاقية شراكة مع مندوبية الشباب والرياضة لإحداث ملعب للقرب بجوار دار الجماعة، مع تنظيم موسم الولي الصالح سيدي حجاج سنويا، باعتباره رافعة للتنمية الثقافية والمساهمة في الترويج للمنتوج المحلي.