احتفل متحف أمستردام الشهير، بضم لوحة "سوق الزهور" للفنان المغربي الراحل عبد الله زكي إلى أروقة المتحف، إلى جانب عدد من اللوحات التي أبدعها فنانون تشكيليون مشهورون. عبد الله زكي دخل تاريخ الفن مع كبار الفنانين الشهيرين في العالم، فبعد الهولندييْن فينسنت فان خوخ ورامبرانت هرمنسزون فان راين، ها هو الآن الفنان المغربي الراحل سالف الذكر يدخل متحف أمستردام من بابه الواسع، تقول ابنته حجية زكي. درس عبد الله زكي (1936-2017) الفن بمدينة الدارالبيضاء، ثم هاجر إلى هولندا، وعمره لا يتجاوز العشرين سنة، اشتغل عاملا في المصنع، بينما واصل الرسم في أوقات فراغه، كما كان يسافر إلى مدينة أمستردام التي تبعد على المدينة التي يقطن فيها بثمانين كيلومترا. السفر المستمر للفنان التشكيلي المغربي الراحل إلى عاصمة الأراضي المنخفضة مرده إعجابه بسوق الزهور، الموجود بأحد أحيائها العتيقة؛ فضلا عن كون أمستردام تمتاز بكونها مدينة التنوع الثقافي، حيث يعيش فيها أفراد يحملون أكثر من 176 جنسية، 9 في المائة من ساكنتها من أصل مغربي. وتتوفر مدينة أمستردام على العشرات من المتاحف التي تستقبل آلاف الزوار سنويا، حيث زار عاصمة الأراضي المنخفضة خلال سنة 2018 أكثر من 18 مليون سائح. تم عرض لوحة المرحوم زكي في رواق خاص بالمتحف الكبير بأمستردام. هذا الفضاء المخصص لإبراز مساهمة سكان المدينة من مختلف الجنسيات لترسيخ مبادئ التعايش والتسامح والعيش المشترك، بعيدا عن التعصب والكراهية، في إطار الاحتفال بخمسينية الهجرة المغربية إلى هولندا مع نهاية العقد السادس من القرن الماضي. وقد عرف هذا الاحتفال حضور كل من محمد متوكل، القنصل العام لمدينة أمستردام، وعبد الشكور كنبور، القنصل العام لمدينة أوترخت، اللذين وجدا في استقبالهما يودكي كيرس، مديرة متحف أمستردام. كما حضر أيضا ياسين بوسعيد، مدير المسرح الكبير بأمستردام، وحجية زكي، ابنة الفنان عبد الله زكي. وقد عبّرت يودكي كيرس، مديرة متحف أمستردام، في كلمة ألقتها بالمناسبة، عن سرورها وفخرها، قائلة: "أنا جد مسرورة وفخورة بحضور البعثة الدبلوماسية المغربية بهولندا والوفد المرافق لها من رجال أعمال وشخصيات أخرى عديدة إلى المتحف". يذكر أن حجية زكي، ابنة الفنان المغربي الراحل عبد الله زكي، قد ضحت بالغالي والنفيس لتحقيق هذا الإنجاز الرائع. كما سبق لعبد الوهاب البلوقي، سفير المغرب بهولندا، أن قدم الدعم التام لنجلة الفنان حجية زكي، وأبلغها بأن باب مكتبه مفتوح لتقديم المزيد من الدعم وتشجيعها، متمنيا لها المزيد من التألق والنجاح. واختتم الحفل بأغان وطنية مع الفرقة الأندلسية، غنتها حجية ورقص على أنغامها مغاربة وهولنديون؛ ومن بينهم مديرة المتحف.