ابنة الفنان التشكيلي الراحل عبد الله زاكي حجية زكي عبد الله زكي.. التشكيلي الذي رحل وبعثت لوحاته الروح فيه بعدة مدن أوربية تواصل حجية زكي، ابنة الفنان التشكيلي الراحل عبد الله زاكي، الذي كان يقيم قيد حياته بهولندا، مبادراتها التي بدأتها في عدة مدن اوروبية، عبر تنظيم معارض قدمت فيها لوحات أبيها تكريما له ولفنه. وحاليا تستعد حجية مع فريق من خبراء ومساعديها على تنظيم معارض أخرى ولقاءات بأرض الوطن بغية التعريف بما خلفه أبوها من إرث فني وثقافي، من خلال إجراء اتصالات مع المسؤولين في إدارة مسرح محمد الخامس ومديرية الفنون بوزارة الثقافة لتحديد وقت مناسب لإقامة معرض وأمسية فنية تكريما لوالدها من جهة وتلبية لرغبة دفينة بداخلها تتمثل في حبها للوطن. وكانت ابنة الفنان الراحل زكي، قد استطاعت بفضل عزيمتها على بعث الروح في العديد من اللوحات، التي خلفها الأب، حيث أقامت عروضا تشكيلية ما بين 15 و23 دجنبر الماضي بحضور شخصيات فنية وثقافية ودبلوماسية من العيار الثقيل من كلا الجانبين المغربي والهولندي. وفي هذا الإطار احتضنت قاعة مسرح “ميرفارت” بالعاصمة الهولندية أمستردام العرض الأول من شريطين وثائقيتين عن الفنان التشكيلي المغربي الراحل عبد الله زكي، الذي خلف سمعة واسعة في الوسط الفني التشكيلي بهولندا. ولد عبد الله زكي سنة 1936 بمدينة الدارالبيضاء المغربية، وفيها درس بمدرسة الفنون والموسيقى، ثم هاجر إلى هولندا وهو في عز شبابه؛ ورسم العديد من اللوحات الفنية، من أشهرها: لوحة علال بن عبد الله، ولوحة الكنيس، ولوحة سوق الورود. اشتغل الراحل في العديد من المصانع والشركات، كما اختير رئيسا لمسجد بإحدى المدن المجاورة للقرية التي كان يسكن فيها بهولندا؛ وموازاة مع مشاغل الحياة احتفظ بشغفه الكبير للرسم وتأليف الأغاني، إلى أن توفي قبل عامين. كما عرضت ابنة الراحل لوحاته على أحد كبار الخبراء عالميا لفحصها وتقييمها.. النتيجة كانت مبهرة، إذ تبين أنه بالفعل فنان كبير وماهر، أبدع في رسوم جد رائعة. وما أعطى نكهة خاصة لأعمال زكي الفنية أنه كان يشتغل في المصنع طيلة اليوم لكسب قوت عيش أطفاله، ويستغل وقت فراغه في الرسم. عبد الله زكي مات، لكن روحه دخلت عالم الفن من بابه الواسع، حسب قول الخبير المحلف فليب مارك سلبرنبرخ. وكان الفنان زكي يغني عن الوطن والصحراء، ومن بين أغانيه “أنا صحراوي، وطني وملكي”؛ كما قامت ابنته بعرض لوحات من رسمه في شهر نونبر من هذه السنة. وانتقل طاقم صحافي هولندي إلى مدينة الدارالبيضاء للقاء عائلة وأصدقاء زكي، كما قام بتصوير محل ولادته والحي الذي ترعرع فيه، بالمدينة القديمة، وتحديدا درب خروبة، ومدرسة الفنون الجميلة. وكانت ابنة المرحوم حجية زكي تطلب منه إشهار أعماله الفنية وعرضها على الجمهور، لكنه ظل دائما يردد على مسامعها إجابة واحدة: “هل تعلمين أن أكبر فنان عالمي اشتهر بعد وفاته؟ فبعد وفاتي، افعلي ما تشائين بهذه اللوحات”؛ وكان يقصد الفنان العالمي الشهير: فنسنت فان خوخ. بعد رحيل زكي، وفت حجية بالعهد، وبدأت تبحث هنا وهناك عن حياة أبيها.. وكونت جمعية فنية سمتها “شلدر أرت”، دشنت من طرف السفير عبد الوهاب البلوقي، والقناصل العامين، في يوم عيد المرأة من سنة 2018. القيمة الفنية لأعمال الفنان التشكيلي المغربي الراحل يؤكدها وجود لوحته المعنونة بسوق الورود على جدران أحد المتاحف الكبيرة بمدينة أمستردام، إلى جانب لوحات فنانين عالميين، مثل فنسنت فنخوخ، رمبرند وأدريان بكر. لم يكن زكي فنانا تشكيليا فحسب، بل كان فنانا موسوعيا؛ فبعد عرض الجزء الأول من الشريطين الوثائقيين اللذين يسلطان الضوء على حياته، غنت حجية زكي أغنية من تأليف والدها على المسرح، استقبلها الجمهور بحفاوة. وحضر الحفل السفير المغربي والقنصل العام لمدينة أمستردام، محمد متوكل، والقنصل العام لمدينة أوترخت عبد الشكور گنبور، وعدة شخصيات بارزة مغربية وهولندية.