يستذكر الأسير الفلسطيني المحرر لؤي المنسي أحد أصعب المواقف التي مرت عليه خلال فترة اعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والذي كان عندما شاهد فتى من عائلة الأطرش على شاشة التلفاز جنود الاحتلال يطلقون النار على والده معمر الأطرش، ليرتقي شهيدا في عام 2018. "الآن، بعد أن نقلت إدارة معتقلات الاحتلال 34 أسيرا شبلا من معتقل "عوفر" إلى معتقل "الدامون"، دون ممثليهم من الأسرى البالغين، كيف سيتعامل هؤلاء الأطفال مع هذه المواقف الصعبة!؟" يتساءل المنسي، الذي أمضى 15 عاما في المعتقل. يتخوف المنسي، الذي أمضى سبع سنوات من مدة محكوميته ممثلا ومسؤولا عن قسم الأشبال في "عوفر"، من عزل الأسرى الأطفال في أقسام خاصة أو مختلطة بسجناء جنائيين إسرائيليين، في سجون مدنية، تعج بالمجرمين والموقوفين على قضايا المخدرات والاغتصاب والسرقات وغيرها من الجرائم. ويضيف: "نستقبل الأشبال بعد خروجهم من التحقيق الذي يسبب لهم ضررا نفسيا كبيرا، ونحاول تعويضهم عن الحرمان الذي يتعرضون له.. ومن أصعب المشكلات التي تواجهنا توفير الملابس والطعام لهم، خاصة كمية الطعام؛ فالأشبال في هذه المرحلة العمرية يحتاجون إلى تغذية أكثر مما تقدمه إدارة المعتقل". "وفي حال تعرض أي شبل للمرض، نقوم بنقله إلى العيادة، وهو الأمر الذي يتطلب منا ضغطا كبيرا وأحيانا يصل إلى مشكلة مع إدارة المعتقل، من أجل فحص الشبل المريض وتوفير العلاج له، ونقوم بتعليم الأشبال كيفية التعامل مع العيادات والأطباء السجانين"، يقول المنسي. "كانت مسؤوليتنا الضبط اليومي لحياة الأشبال بشكل دقيق، مثلا: وقت النوم، متى عليهم أن يستفيقوا، وقت الإفطار، وقت الدراسة، وقت اللعب". "في حال لم تسمح سلطات الاحتلال بنقل ممثلي الأشبال، كيف سيحققون مطالبهم، نحن الكبار كنا نستصعب تحصيل حقوقنا، كيف سيتمكن أطفال معزولون من ذلك في سجن خطير فيه أسرى جنائيون؟". ورفضاً لدمجه مع السّجناء الإسرائيليين، تواصل إدارة سجون الاحتلال حجز المعتقل المقدسي القاصر مصعب أبو غزالة في العزل الانفرادي لليوم (31) على التوالي في سجن "أوفيك". أبو غزالة نموذج من أسرى قاصرين عديدين، عزلوا أو أضربوا عن الطعام لأيام عديدة، رفضا لقرارات الاحتلال نقلهم إلى أقسام خاصة دون ممثليهم من المعتقلين البالغين، في سجون مدنية جميع أقسامها تضم سجناء جنائيين على خلفيات قضايا كالمخدرات والاغتصاب والقتل. في معتقلي "عوفر" و"مجدو"، يقوم عدد من المعتقلين البالغين بتوجيه الأشبال وإدارة نظام حياتهم ومتابعة أوضاعهم وتمثيلهم أمام إدارة المعتقل. المحرر ضرغام الأعرج (39 عاماً)، الذي أمضى 19 عاماً في سجون الاحتلال، قال: "كنت ممثلاً للأسرى الأشبال المقدسيين، في قسم معزول بمعتقل "مجدو"، ثم جرى نقلهم إلى "الدامون" وتم نقلنا معهم، كهيئة إدارية تتابع شؤونهم اليومية، وفي الدامون الآن، هناك قسم (1) وهو القسم الذي يحوي ال34 شبلا تم نقلهم قبل أسابيع عديدة من عوفر، وقسم (2) وهو قسم الجنائيين، وقسم (3) وفيه تقبع الأسيرات، وهن ما بين 40-45 أسيرة، والقسم الأخير (4) وفيه (68) أسيرا من الأشبال المقدسيين، ويمثلهم فقط ثلاثة أسرى من الكبار، وهي مسؤولية كبيرة، لأن عليهم متابعة الأشبال 24 ساعة ومعرفة ما يدور في غرفهم. ومن الأشبال الذين تصادموا مع إدارة سجون الاحتلال في الآونة الأخيرة، قال الأعرج: هناك خليل جبارين، ومحمد هادي وتم نقلهما الى زنازين الجلمة، ومحمود عويس وأضرب عدة أيام عن الطعام. وأضاف: الفوضى الداخلية هي ما تسعى إليها الإدارة، وهو ما ينتج لها الاستقرار، إضافة إلى محاولة اختراق عدد من الأطفال عبر إعطائهم ميزات بالتالي إحداث تصادم بين الأسرى الأشبال، بعضهم ببعض، وإحداث الفتن وإنهاء التعليم والحقوق، التي كانت مصانة لدرجة كبيرة في ظل وجود ممثلين كبار. وتحدث الأعرج عن اعتداء الجنائيين على الأسرى الأشبال الأمنيين في مراكز التأهيل الإسرائيلية، وسرقة مقتنياتهم.