تمكنت عناصر الدرك الملكي، بتنسيق مع السلطة المحلية بإقليم ميدلت، من توقيف أحد الأشخاص المتورطين في سرقة خشب الأرز الممتاز بغابة تنوردي، وحجز مجموعة من الروافد الخشبية المهربة بطريقة غير قانونية ودواب يستعملها في نقل الخشب. ووفق المعطيات التي وفرتها مصادر مطلعة لهسبريس، فإن المتهم الموقوف ضُبط في حالة تلبس وبحوزته كمية مهمة من الخشب المهرب، ونُقل إلى مركز الدرك الملكي من أجل تعميق معه البحث والكشف عن باقي شركائه المحتملين. وعلاقة بالموضوع ذاته، طالب عدد من الفاعلين الجمعويين بإقليم ميدلت السلطات المحلية والدرك الملكي ومصالح المياه والغابات بضرورة تكثيف الجهود من أجل حماية غابة الإقليم من ال"مافيات"، مشددين على أن الغابة دمرت بسبب شجع هذه المافيات. عبد العالي مومني، فاعل حقوقي بإقليم ميدلت، أوضح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه المافيات تواصل اجتثاث الغابة، على الرغم من كل ما تبذله السلطات المحلية والدرك الملكي وعناصر المياه والغابات، لافتا إلى أن هذه "العصابات ساهمت بشكل كبير في تدمير الغابة بشتى الوسائل"، وفق تعبيره. ودعا الحقوقي ذاته السلطات المختصة إلى وضع خطة أمنية محكمة من أجل وقف الاستنزاف الممنهج الذي تتعرض له الغابة التي تعد إرثا وطنيا وعالميا، مشددا على أن ما يتعرض له هذا المجال الغابوي بالإقليم من استنزاف ممنهج يستدعي تدخلا عاجلا من لدن سلطات المركز، لدعم المجهودات المحلية التي تقودها عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية وفي بعض الأحيان عناصر المياه والغابات. جمال أيت بنعلي، فاعل جمعوي وأحد النشطاء الداعين دائما إلى محاربة مافيات الغابة، أكد أن الحفاظ على الغابة وحمايتها من أيادي الغدر "المافيات" يعد شأنا يهم كافة المتدخلين، من دولة وجمعيات وأحزاب سياسية ومهتمين بالبيئة والساكنة التي تعيش بالقرب من هذه الغابات، مضيفا "لم يعد مقبولا مشاهدة هذا الإرث يستنزف بطرق خطيرة دون القيام بما يجب القيام به"، وفق تعبيره. وحمل المتحدث نفسه، في تصريح هاتفي لهسبريس، مسؤولية تدهور المجال الغابوي ومواصلة نهبه إلى مصالح المندوبية الإقليمية للمياه والغابات، معتبرا أن الإجراءات التي تقوم بها في هذا الصدد تبقى شكلية وغير ذات أثر لوقف النزيف في هذا المجال، متسائلا: "هل هذه الغابة عندما يتم قطعها لا تكون في علم حراس الغابة؟، أم يتم استعمال أدوات صامتة في هذه العمليات حتى لا يشعر بها هؤلاء الحراس؟"، داعيا في الوقت نفسه المندوب السامي للمياه والغابات إلى القيام بزيارة إلى هذه الغابات للوقوف على حقيقة الوضع والعمل على إصلاح الخلل، وفق تعبيره. مسؤول داخل المديرية الإقليمية للمياه والغابات أوضح، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هناك مجهودات كبيرة تبذل في هذا الموضوع، بتنسيق مع عامل الإقليم ورجال السلطة والدرك الملكي، من أجل التقليص تدريجا من مخاطر هذه الآفة التي تهدد الغطاء الغابوي بالإقليم، داعيا في الوقت نفسه الجمعيات والساكنة القريبة من الغابة إلى مساعدة السلطات المختصة لوقف هذا النزيف، بتعبيره. وشدد المسؤول ذاته على أن مصالح المياه والغابات تقوم بدور كبير في هذا الإطار؛ لكن شساعة المجال الغابوي بإقليم ميدلت يعد من بين الأسباب التي تؤدي إلى حدوث هذه المشاكل المرتبطة بالنهب والتدمير، لافتا: "لدينا نقص كبير في الموارد البشرية واللوجيستيك؛ وهو يعيق عملنا كثيرا"، بتعبير المسؤول ذاته الذي فضّل عدم الكشف عن هويته للعموم.