تم تشييع جثمان الفنان والزجال محمّد السوسدي, عضو مجموعة "لمشاهب", , اليوم الأربعاء بالدار البيضاء, بعد أن توفي أمس الثلاثاء بمستشفى محمد الخامس عن عمر ناهز 60 عاما. وبعد أداء صلاة الجنازة بمسجد المملكة العربية السعودية بالحي المحمدي, نقل جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء حيث ووري الثرى في موكب جنائزي مهيب حضره, إلى جانب أفراد أسرة الراحل وأصدقائه, ثلة من الشخصيات تنتمي لعوالم الفن والسياسة والرياضة. وقال الفنان الشاذلي امبارك, أحد أعضاء مجموعة "لمشاهب", إن المجموعة, التي فقدت أحد عناصرها الأساسيين, مطالبة الآن بحمل المشعل ومواصلة المسيرة.. في حين قال الفنان أحمد الروداني, عضو مجموعة "تكادة", أنه بوفاة الراحل محمد السوسدي, تكون المجموعات الغنائية المغربية قد فقدت أحد أعمدتها الأساسية التي تركت بصمات بارزة على الأغنية المغربية الشعبية.. وأضاف أن السوسدي, ابن الحي المحمدي, وصديق الجميع, كان فنانا كبيرا وصوتا صادحا, له حضور متميز في الحقل الغنائي المغربي, خاصة في إطار ظاهرة المجموعات. ومن جهته أبرز الفنان محمد الدرهم الدور الهام الذي كان يضطلع به محمّد السوسدي, مضيفا أن الفقيد استطاع أن يدخل السعادة بفنه وإبداعه على الجمهور المغربي,مشددا على ضرورة الاهتمام بالفنان قبل أن يرحل عن هذا العالم.. واعتبر الفنان خالد البوعزاوي, أحد عناصر مجموعة البوعزاوي, أن الراحل محمّد السوسدي يعد أحد عمالقة الفن المغربي الذين رزئ فيهم المغرب. والراحل محمد السوسدي, الذي خلف خمسة أبناء, من مواليد حي كاسطور بالحي المحمدي بالدار البيضاء سنة 1952. ومارس, منذ طفولته, التمثيل مع مسرح "الخلود" بالحي المحمدي, قبل أن ينضم إلى مجموعة حسن السوداني, إذ كان يؤدي مقاطع من الأغاني الهندية التي كان يتقنها.. وفي سنة 1969, حصل السوسدي على جائزة أحسن صوت, بعدما أدى أغنية " دوستي" بالهندية, في برنامج المسابقات التلفزيوني "الوقت الثالث". والتحق بعد ذلك بمسرح الطيب الصديقي وشارك معه في العديد من الأعمال المسرحية, إلى غاية سنة 1972. وتبقى سنة 1974 المحطة الأبرز في المشوار الفني للراحل, حين التحق بمجموعة "لمشاهب", وأتحف, منذ هذا التاريخ, الجمهور المغربي بالعديد من الأغاني الجيدة والهادفة, والتي تطرقت لمواضيع اجتماعية ووطنية وعربية, منها أغنية "فلسطين" و"الغادي بعيد" و"الليل" و"طبايع الناس" و"بغيت بلادي" و"داويني" وغيرها.