شب حريق مهول، قبيل منتصف الليلة المنصرمة، بمستودع عشوائي لقنينات الغاز كائن بالمكان المعروف براس القليعة باب الحمرا بمنطقة باب الفتوح بمدينة فاس، حيث أضاءت ألسنة النيران سماء المنطقة، بينما سُمع دوي انفجار قنينات الغاز المحترقة من بعيد، دون تسجيل خسائر في الأرواح بحسب معطيات أولية. وتمكنت عناصر الوقاية المدينة، التي هرعت إلى موقع الحريق معززة بسيارات الإسعاف وشاحنات الإطفاء، من السيطرة على الحريق الهائل الذي التهم فضلا عن عشرات قنينات الغاز، عددا من "البراريك" التي يخصصها "الميخالة" لتخزين ما يجمعونه من متلاشيات، ومبيتا لدوابهم التي يستغلونها في مزاولة نشاطهم. محمد بالعياشي، أحد "الميخالة"، وهو في السبعينيات من عمره، قال، وهو يذرف الدموع، إنه متخوف على فقدان بغله في هذا الحريق، وذلك بعد أن تعذر عليه العثور له على أثر داخل إحدى البراريك التي تحولت إلى رماد، مشيرا في حديثه مع هسبريس إلى أن هذه البهيمة تشكل مصدر رزقه الوحيد. الحريق، الذي غطى دخانه مساحة شاسعة خاصة بمقاطعة جنان الورد، استنفر مصالح السلطة المحلية والأمنية التي هرعت إلى عين المكان، حيث أشرفت على عملية الإطفاء، وإبعاد مئات الأشخاص، الذين حجوا إلى موقع الحادث، عن منطقة الخطر. وفتحت السلطات المحلية والمصالح الأمنية تحقيقا حول ملابسات وقوع هذا الحريق الذي تجهل أسباب اندلاعه.