الجنس كلمة متهمة وربما مجرمة ...الحديث عنها مستفز للعقليات المحافظة... ولكن الجنس أساس كل المشاكل التي نعاني منها حاليا ولهذا ليس من الغريب أن تكون هناك نخبة واعية بضرورة الاهتمام بشيء اسمه التربية الجنسية. "" قال فرويد سنة 1943" لا يكاد يشك إنسان فيما هو المقصود بكلمة الجنس ولكن من المؤكد أن أول ما يتبادر إلى ذهنه من معانٍ هو معنى العيب الذي لا بد ألا يذكر" ولهدا أعطى مجموعة من المفكرين التنويريين لمفهوم الجنس أبعادا إنسانية و فلسفية إذ أن الجنس هو جوهر و نواة استمرارية الحياة و يعد الجهل بالجنس أو ما أسميه الأمية الجنسية مسؤولا عن مجموعة من الانحرافات المجتمعية التي نعرفها حاليا. فالنسبة لنا المدرسة و الأسرة هما المصدر الأوفر لإجابات عن مختلف أسئلتنا اليومية لكن هده الإجابات غالبا تكون خاطئة نظرا للإحراج الذي يلقاه الآباء كما تلقاه الأمهات في الإجابة عن هده الاستفسارات لغياب الوعي و الخوف من الوقوع في المحظور و كسر التابو و هو ما يجعل الطفل يبحث عن الإجابة لدى صديقه بالمدرسة هدا الأخير بدوره بحث عن الإجابة في مصدر غير موثوق و خاطئ أو ربما يخوض تجربة منحرفة مع صديقه و هنا تؤكد الدراسات أن الشذوذ باعتباره انحرافا يبدأ من الطفولة وكذلك الممارسة مع الحيوان في البادية و الفيتشية و يقصد بها الممارسة الذاتية بالملابس الداخلية تم السادية و المازوجية و غيرها من الانحرافات. فمن هنا تأتي مسالة التربية الجنسية باعتبارها ضرورة ملحة ما انفكت الأصوات الحية تنادي بها مند مدة طويلة فالتربية الجنسية ليست دعوة إلى الإباحية عكس ما يظن البعض بل تتوخى مجموعة من النتائج كتنمية المواقف والاتجاهات الجنسية الإيجابية لدى الجنسين (محاربة الشذوذ) و تنمية قدرات الفرد على ضبط دوافعه الجنسية ومساعدته في بناء حياة زوجية سعيدة باعتبار هده الأخيرة علاقة بيولوجية و عاطفية و مؤسسة تربوية و اقتصادية يتبادل فيها الزوج و الزوجة أدورا مهمة. كما أن التربية الجنسية حسب نظري ستمكننا بالمغرب من مواجهة أو القضاء على طقوس تقليدية ك"ليلة الدخلة" التي تؤسس لتعثر و فشل الحياة الزوجية مند الليلة الأولى حينما يتحول الرجل إلى الوحش الذي يدخل سباق القفز على المرأة من اجل الظفر بميدالية غشاء البكرة ليثبت عفة الفتاة (الضحية) متناسيا عفته هو ؟؟؟ خصوصا أن الكثير من الفتيات وقعن ضحية بكارتهن المطاطية "القاسحة" و كذلك مع وجود حلول جديدة كالبكرة الاصطناعية و حلول للممارسة خارج الزواج كالجنس الفموي و "الزليق" كما يجب أن لا نتناسى كما قال أفلاطون بان "الغريزة الجنسية باعتبارها شهوة غير عاقلة خاضة للعقل" و تصطدم مع جدار الواقع و الثقافة التي توجهها و تتحكم فيها و هنا نجمل القول أن غشاء"الجودة" و قمع النساء ليس رمزا للعفة و لا يمكن للمرأة أن تكون دائما ضحية فكذلك الرجل مطالب بإثبات عفته بالتعالي الذي يقابل العفة في مفاهيم علم النفس ولن يتأتى دلك بدون اكتساب سلوك جنسي سليم عن طريق التربية الجنسية و توجيه الرغبة بممارسة الرياضة و الفن و التأليف الأدبي و غيرها من الأنشطة السليمة. فلولا كسر الطابو و تشريح الإنسان لما عرفنا أن هدف المبيضين هو إنتاج الأمشاج و إفراز الجسفرون والاستروجين و أن الغدة النخامية تراقب نشاط الخصية و... و أخيرا أدعو الجميع إلى التعمق أكثر في المفاهيم و الإقبال على كل ماهو جديد و التقصي و التمحيص قبل إصدار الأحكام أمام التنامي المستمر للتيار الديني المتطرف الذي يرفض الحياة و يدعو إلى التزمت الذي يسبب القلق والانحرافات. [email protected]