راسلت كل من جمعية الريف لحقوق الإنسان، المستقرة بالنّاظور، وكذا جمعية بني زناسن للثقافة والتنمية، الناشطة انطلاقا من وجدة، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان من أجل فتح تحقيق في واقعة غرق 4 مهاجرين منحدرين من دول جنوب الصحراء على مرأى عناصر للقوات المساعدة. وورد ضمن المراسلة الموجّهة بشكل مشترك إلى إدريس اليزمي بأنّ المعطى قد رُصد ضمن واقعتين مستقلّتين.. إحداهما بمنطقة "أطَاليّون" من بحيرة "مَارتشِيكا" المشكّلة للحدّ الشرقي لمدينة النّاظور، فيما تمّ الوقوف على الثّانية بجوار المحطّة البحريّة من ميناء بني انصار.. وكلاهما بحر الأسبوع الماضي. وتورد الوثيقة ذاتها، نسبة إلى شهود عيان بالأساس، أنّ عناصر من القوات المساعدة قد حاصرت مهاجرين منحدرين من دول جنوب الصحراء الكبرى بالنفوذ الترابي لبلديّة بني انصار وبشكل دفع أحد المُطوّقين إلى الفرار صوب البحر.. قبل أن تضيف الجمعيّتان: "اكتفت عناصر القوات المساعدة بتتبع لحظات الغرق على بعد أمتار من الشاطئ، دون تقديم أي مساعدة، ليفارق ذات المهاجر الحياة وينقل صوب مستودع الجثامين من المركز الاستشفائي الإقليمي بالنّاظور". وأخطِر رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان من لدن جمعيتي الريف لحقوق الإنسان وبني زناسن للثقافة والتنمية بتسجيلهما لاستعمال القوات العموميّة إفراطا في القوّة أثناء مداهماتها للأماكن التي يرابط بها المهاجرون الجنوب صحراويّون.. مؤكّدة تسبب ذات العناصر لكسور عدّة تطال المُداهَمين. المناطق المتاخمة لضواحي النّاظور، ومنها بني شيكر وآفرا وإعزانن وغابة كُورُوكُو، تعرف من حين لآخر تعاطي الأمنيّين المغاربة مع ظاهرة الهجرة السرّية للمنحدرين من عمق القارّة الإفريقيّة بمنطق "الحملات".. وهو ما يجعل أعدادا غفيرة من هذه الفئة تتعرّض للاعتقال قبل العمد، في غالب الأحيان، إلى ترحيلهم صوب الحدود المغربية الجزائرية، ضواحي وجدة، لتحريرهم هناك.