أعلن معهد المهدي بن بركة - الذاكرة الحية، الذي يوجد مقره في باريس، إنشاء ائتلاف يضم عدداً من الجمعيات والأحزاب، غرضه تخليد الذكرى المئوية لميلاد هذا المناضل اليساري الذي لم يعرف له أثر منذ 55 سنة بعد اختطافه. وقال المعهد، في بلاغ توصلت به هسبريس اليوم الجمعة، إن "سنة 2020 توافق الذكرى المئوية لميلاد بن بركة والذكرى 55 لاختفائه"، مشيراً إلى أنها "مناسبة لإلقاء نظرة على حياته وإرثه السياسي، فهو مُفكر ورجل عمل خاض معركة من أجل مجتمع يكون فيه الرجال والنساء أحراراً ومتساوين". وقال بلاغ المعهد، الذي أنشأه البشير بنبركة، نجل الزعيم السياسي المختفي، في فرنسا قبل سنوات، إن المهدي بن بركة "كان يرفض أي حل وسط أو توافق عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن قضية المهمشين وتعزيز أكثر لشروط العدالة والكرامة". ويضم الائتلاف عدداً من الجمعيات والأحزاب المغربية في فرنسا، من بينها حزب الطليعة في أوروبا، والحزب الاشتراكي الموحد بفرنسا، وحزب النهج الديمقراطي بأوروبا، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومعهد المهدي بن بركة الذاكرة الحية. ويسعى الائتلاف من خلال تخليد الذكرى إلى تعريف الأجيال الشابة ب"المسار السياسي الاستثنائي لقائد تقدمي مغربي له بُعد وطني ودولي، فرغم اختفائه بقي بالنسبة لعدد من الأجيال التي عايشته مرجعاً مهماً في النضال من أجل الاستقلال وبناء مجتمع التقدم". ويهدف الائتلاف أيضاً إلى التذكير ب"فكر بن بركة ودوره في تطور المغرب وفي كفاح عدد من شعوب العالم الثالث، وبالتالي المساهمة في العمل الأساسي للذاكرة اللازمة لمعرفة وفهم الأحداث التاريخية لتلك الفترة من أجل استيعاب أفضل للحاضر وبناء المستقبل". ويتوخى الائتلاف أيضاً حشد التعبئة من أجل الحقيقة حول اختفاء المهدي ومصير جميع ضحايا الاختفاء القسري، وفي هذا الصدد عبر عن إدانته "عرقلة الحقيقة والعدالة في المغرب وفرنسا"، وعن تضامنه مع عائلة المهدي بن بركة ومحاميه موريس بوتان "في المعركة الشاقة التي يقودونها منذ سنوات طويلة من أجل إظهار الحقيقة الكاملة حول اختطاف واختفاء الزعيم السياسي المغربي". كما يعتزم الائتلاف طوال السنة الجارية تنفيذ برنامج عمل يُغطي مختلف المجالات بهدف حشد جميع الإمكانيات الضرورية؛ ومن أجل ذلك أطلق حملة جمع التبرعات لضمان الأموال الضرورية لتنظيم فعاليات تخليد مئوية ميلاد المهدي بن بركة. وكان بن بركة، المزداد سنة 1920 بالرباط، من أبرز وجوه مكافحة الاستعمار ومناضلاً يسارياً كبيراً، وقد تعرض للخطف في أكتوبر 1965 بباريس، ولم يُعثر حتى الآن على جثته، ولازالت أسرته ورفاقه يتساءلون عن مصيره وهُوية القتلة. وكان الملك محمد السادس أثنى سنة 2015، في رسالة لافتة بعثها إلى المشاركين في ندوة دولية نظمها عبد الرحمن اليوسفي حول "مكانة الشهيد المهدي بن بركة في التاريخ المعاصر"، على مناقب بن بركة، واعتبر أن تاريخه مشترك بين كل المغاربة.