شهدت جلسة محاكمة المتهم في هتك عرض قاصرات بالحي الحسني في الدارالبيضاء، الذي بات معروفا ب"بيدوفيل ليساسفة"، حالة إغماء أم لطفلتين من الضحايا داخل قاعة محكمة الاستئناف. واستنفرت محكمة الاستئناف خلال جلسة المحاكمة، اليوم الثلاثاء، عناصرها، بعدما أغمي على والدة الطفلتين، ليتم نقلها على وجه السرعة صوب المستعجلات لتلقي العلاجات الضرورية. وأرجع أقارب السيدة وجمعويات تعرض السيدة للإغماء إلى كون المتهم "البيدوفيل" كان ينظر إليها نظرات حادة ويتوعدها، على اعتبار أنها الأم التي ما تزال تصر على متابعته ومحاكمته. وأجلت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الدارالبيضاء النظر في هذا الملف إلى غاية 28 من الشهر الجاري، وذلك من أجل استدعاء المصرحين بمحضر الضابطة القضائية، وهم آباء وأمهات القاصرات الأخريات، للوقوف على الوقائع المدرجة بالمحاضر. وقال المحامي عبد الفتاح دكار، دفاع الضحايا، إن هذا الملف "أخلاقي وضخم يتابع فيه بيدوفيل بانتهاك عرض وشرف قاصرات"، مستغربا وهو يتحدث عن العلاقة بين الآباء والأبناء كون أمّ واحدة هي التي ما تزال تصر على متابعة المتهم. وقال المحامي ذاته في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "من خلال ما استقيناه من آراء الآباء، يتبين أن هناك أمورا عديدة يجب سبر أغوارها في هذا الملف، منها وجود أناس كانوا يقومون باستدراج الفتيات اللواتي لا تزيد أعمارهن عن 12 سنة، وأيضا هناك معلومات بأن بعض الأبناء يريدون متابعة هذا البيدوفيل لكن الآباء يمنعونهم من ذلك". بدورها، خديجة العمري، رئيسة جمعية الشباب الوطني للتضامن، قالت إن الإغماء على الأم الوحيدة التي ما تزال تتابع أطوار هذه القضية ولم تتراجع عن متابعة المتهم، "يبين أنها تتعرض لضغوطات نفسية تمارس عليها بشكل مستمر من أجل التنازل عن المتابعة". واستغربت الفاعلة الجمعوية التي تواكب الملف غياب أمهات وآباء القاصرات الأخريات اللواتي سبق لهن التصريح بتعرضهن لاعتداءات من طرف المتهم، قائلة: "هذا استهتار، كيف يعقل أن لا يحضروا الجلسات بالرغم من كونهم لم يقدموا تنازلا أو غيره في هذه القضية، بينما أم هاتين الطفلتين ما تزال تحضر". وينتظر أن تعرف الجلسة المقبلة حضور عائلات القاصرات اللواتي صرحن لدى الضابطة القضائية بتعرضهن لاعتداءات من طرف المتهم، وهو ما قد يجعل الملف يعرف تحولا جديدا. وتفجرت هذه القضية في أكتوبر من السنة الماضية، بعدما خرجت مجموعة من القاصرات عن صمتهن ليكشفن تعرضهن لاعتداءات جنسية في مكان مهجور في منطقة ليساسفة بالحي الحسني في الدارالبيضاء.